من المعروف بأنّ هدّ الأشياء اسهل بكثير من بنائها .وهذه الحقيقة لاننطبق فقط على ماهو مادي من الأمور بل على ماهو اعتباري ومعنوي ايضا
فلطالما ينفق الانسان من عمره ليكوّن له شخصية تحمل صورة مجسمة لطبيعة تلك الشخصية ومزاياها وقد يفلح من خلال ذلك الفات انظار الناس اليه احتراما وتقديرا وتأييدا الى غير ذلك من امور تجعل تلك الشخصية عالمية في أحيان كثيرة ولاشك بأن هناك الكثير من العوامل المساعدة التي قد تصادف هذا الانسان لتكون سببا رئيسا في هذا البناء كالإعلام الذي يساعد الانسان على الظهور ممثلا او معلقا او مطربا او او او الخ ذلك من المسميات او المهن.
هذا ما حدث للفنان المصري عادل امام الذي وصل الى ماوصل اليه من شهرة بفضل عمله كممثل كوميدي بارع حتي لقب مؤخرا بالزعيم.وليس لاحد ان ينكر بالفعل مستوى هذا الرجل كفنان بارع ذي سيرة طويلة حافلة بالاعمال المميّزة والكوميديا الهادفة في أغلبها.
لقد اجتهد الرجل كثيرا ليصل الي ماوصل اليه من شهرة ومن محبة الجماهير العربية .
ولكنّ الطامة الكبرى في ان ينحرف هذا الرجل عن مساره وأن يهدم كل مابناه لنفسه وهو مقبل على اواخر عمره .والمشكلة في ان هذا الانحراف عن المسار لم يكن بحدود تخصصه كممثل لكنه تجاوز ذلك الى ماهو اشمل واوسع حين سمح لنفسه ان ينتقد وبلذاعة ووقاحة مسألة وقضية مهمة متفق عليها عند كل العرب الشرفاء من المحيط الى الخليج الا وهي قضية مقاومة اهالي غزة في فلسطين ومقارعتهم للاحتلال الصهيوني الذي يمطر غزة يوميا بالمئات من صواريخه ليقتل فيها الشيوخ والاطفال والنساء بلا هوادة.
ولست ادري مالذي دفع هذا الفنان أن يتهم اهل غزة بالارهاب وان يصرح على الملأ بان اسرائيل دولة ذات سيادة ولايجب مقارعتها من قبل اهالي غزة لعدم التكافؤ.
متناسيا بأن جميع حركات المقاومة الوطنية عبر التاريخ لم تكن ابدا بمستوى من تقاومه من حيث العدة والعدد ولو كان الأمر يحسب بحسابات عادل امام لما تمكن اي شعب مظلوم من شعوب العالم ان ينتصر على ظالميه.
ولما تمكنت اي دولة من الدول المحتلة ان الن تتخلص من محتلها.فهل كانت مصر بمستوى محتليها من حيث العدة والعدد حين تمكنت من الانتصار عليهم والحصول على استقلالها وكذلك غيرها من دول العالم.
لست ادري ان كان هذا الرجل قد نهج مؤخرا نهج خالف تعرف ليزيد من عدد الاضواء التي بدأت يالانحسار عنه لكبر سنه أو انه قد صرح بهذا لإرضاء جهة ما على حساب غضب اهله منه
او لأنه جاهل في التاريخ ونضال الشعوب.
وفي كل الأحوال لا اعتقد الا انه قد خسر الكثير في تصريحه الاخير عن نضال اهل غزة المسبيّة وعن دولة اسرائيل ذات السيادة التي ماحصلت عليها الا بتخاذل العرب الذي يمثل موقف هذا الرجل صورة من صوره.
وعلى الرغم من ان تصريح عادل امام لايعني الشيء الكثير بالنسبة للقضية الفلسطينية وتاريخ نضالاتها الا انه يعني الكثير بالنسبة لفنان بذل من العمر والجهد الكثير ليصل الى قلوب العرب لكنه سيطرد منها بفعله غير المسؤول ففلسطين وان كانت وحيدة في ساحة المواجهة اليوم لكنها مازالت في قلوب العرب الشرفاء وستبقى.
ليست هناك تعليقات