أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« فنانون منسين من بلادي/ مطرب المقام فلفل كرجي » ... تقديم: د. علاء الأديب



 « فنانون منسين من بلادي/ مطرب المقام فلفل كرجي »
  بقلم : د. علاء الأديب
   26/11/2018


« مجلة منبر الفكر »
د. علاء الأديب  تونس 26/11/2018


فنانون منسيون من بلادي
الحلقة الخامسة
مطرب المقام العراقي فلفل كرجي

التقديم
........
.عن طريق الصدفة وأنا استمع لعدد من أغاني المقام العراقي في أحد مقاهي الكرخ عام 1993
وكان المقهى الريفي على كورنيش نهر دجلة القريب من خضر الياس استوقفني صوت مطرب لم أعرف اسمه ولم اسمع صوته من قبل . كان ذلك من خلال مسجل كاسيت لصاحب القهوة وأتذكر بأن الرجل كان كرديا يدعى {أبو كاوه} على ما أتذكر سألته وقتها عن اسم هذا المطرب فقال لي بأنّ هذا المطرب يهودي من أصل عراقي وأسمه فلفل . فضحكت في وقتها على هذا الإسم الغريب فقلّما يسمي الناس ابناءهم بمثل هذا الإسم.
لهذا ظل الإسم عالقا في ذهني الى يومنا هذا وما أن بدأت البحث عن فلفل كرجي عثرت له على الكثير الكثير من الأغاني المسجلة على شكل يوتيوب في الأنترنيت .
ولكن للأسف الشديد لم يتحدث عنه المختصون بالفن العراقي القديم ماييشبع فضول الباحثين عن تاريخه وعن تفاصيل حياته.
ومع ذلك فإن ماكتب قد يكون كافيا للتذكير به أو للتعريف به لمن لايعرفه من ابناء هذا الجيل.
نسأل الله تعالى أن نكون موفقين في ذلك.
علاء الأديب.

الأسم الحقيقي والولادة :
..............................
ولد مطرب المقام فلفل كورجي عام 1935
في منطقة سوق حنون هو من أقدم وأشهر أسواق بغداد الشعبية لبيع المواد الغذائية كاللحم والدجاج والسمك والبيض وأنواع الفواكه والخضروات، ويقال أنه سمى نسبةً إلى شخص يدعى حنون كان يجلب سلال البيض من الريف إلى هذا السوق، والسوق يقع ضمن منطقة كان يمتلكها اليهود قبل إسقاط جنسيتهم العراقية وتركهم لبغداد ويقع في محلة قنبر علي، وهو امتداد لسوق قنبر علي بقسمية سوق حنون الكبير وسوق حنون الصغير, وبقي هذا السوق مهمل ويعاني من تراكم الاوساخ فيه، وكما يذكر فأن اليهود في بغداد كانوا من أكثر من يزورون هذا السوق ويتمتعون بخيارته حيث انة كان معروف برخص بضاعته.
ومن هنا يتضح لنا بأنّ فلفل كرجي من أصل يهودي وأسمه الحقيقي إلياس جورجي.
وهو من عائلة كانت تمتهن التجارة. تتلمذ على يد المطرب العراقي المسلم حسن خيوكة. منحهُ تعليمه الإسلامي الكلاسيكي والموسيقي القدرة على قراءة القرآن إلى ملايين المشاهدين العربِ خلال شهر رمضان على تلفزيون إسرائيل .

الهجرة الى اسرائيل :
..........................
عندما حدث "فرهود اليهود" لم يعد كرجي قادراً على إخفاء هويته اليهودية، فهرب إلى إيران في إحدى الليالي المظلمة من عام 1950. وبعد ستة أشهر هاجر من إيران إلى إسرائيل .

مسيرة فنيّة حافلة بالإبداع :
...................................

استطاعَ خلال مسيرته الفنية الكبيرة أن يتَرْك أثرِه على الموسيقى العراقيةِ، ويُثبتُ دُون أدنَى شَكّ بأنّه كَانَ أحد قارئي المقام العظماء الذين أحدثوا ثورة عظيمة في الموسيقى العراقية كَتبَ فلفل كرجي الكلمات وأعدَّ الألحان لمعظم أغانيه بنفسه، وكان يكتب كلمات أغانيه باللغة العربية، وقام بتجديد الأغاني الفلكلورية العراقية القديمة .

التمسك بالموروث العراقي :
...................................
ظل متمسكاً بموروثه العراقي لسنوات طويلة، وكان يمتلك شعبية كبيرة بين أوساط اليهود العراقيين في إسرائيل، وكانت أغانيه تذاع عبر إذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية، مما جعل له جمهورا كبيرا في العراق، وأقام عددًا كبيرًا من الحفلات في مختلف دول العالم.

الشهرة والإنشار:
.......................

ملأت شهرته الآفاق في مجال المقام العراقي والغناء التراثي ، جنبا الى جنب مع عمالقة المقام العراقي ومنهم ، على سبيل المثال وليس الحصر ، ناظم الغزالي و صديقة الملاية ورشيد القندرجي وحسن خيوكة ومحمد القبنجي ويوسف عمر وعبد الرحمن خضر وعبد الرحمن العزاوي ، وصولا الى قارئة المقام المبدعة فريدة محمد علي وسفير المقام العراقي الفنان الأستاذ حسين الأعظمي.

الأسباب وراء تغيير اسمه :
................................
لا أحد يعرف لماذا إختار ، أو أختير له ، اسم " فلفل كرجي " الذي إشتهر به وطغى على إسمه الحقيقي " إلياس جورجي " المسجل على الوثائق الثبوتية فقط !؟ إلا أن من المرجح أن يكون اختيار هذا الأسم لأسباب تتعلق ربّما بمضايقة اليهود في العراق انذاك.

موهبة منذ الطفولة :
.......................
عرف عن فلفل كرجي منذ طفولته موهبة فنية وأدبية لافتة للنظر ، فقد أجاد الغناء العراقي على إصوله الحقيقية ، وأبدع في غناء المقام العراقي ، حتى عد واحدا من اعمدة هذا النمط من الغناء الراقي والمتميز ، والذي كان خاصا بأهل النخبة والصفوة من مجتمع بغداد ، قبل أن يطلقه المطرب يوسف عمر وآخرون لعامة الناس ، فأصبح المقام في متناول إهتمام كل المتذوقين للفن الغنائي .

فلفل كرجي ينظم الشعر :
..............................
ولم يكن إهتمام فلفل كرجي مقتصرا على أداء المقام العراقي فقط ، بل كان ينظم الشعر ، وله صوت وصف بالملائكي من شدة عذوبته ونقائه .
وكان لتعليمه الإسلامي الكلاسيكي ، وثقافته العراقية ، ونزوعه لحب الموسيقى والغناء بمثابة جواز سفر مَنحَه الإمتيازَ لقراءة القرآنِ الكريم إلى المشاهدين العربِ ، ضمن البرامج المخصصة للمسلمين خلال شهر رمضان على تلفزيونِ إسرائيل القسم العربي .

وفاته :
...........
رحل فلفل كرجي عن دنيانا في عام 1983 في إسرائيل ، مات و في داخله حنين جارف للعراق تلمسه من اغانيه الحزينة والأصيلة ، حنين من يكابد الغربة في بلد قيل له أنه وطنه ، وظل كرجي الى آخر لحظة في حياته يمني النفس برؤية وطنه الأم العراق.

المصادر :
..............
ويكبيديا الموسوعة الحرّة
مجلة دنيا الوطن
صحيفة بانوراما الأستراليّة

رحم الله الفنان فلفل كرجي وأحسن مثواه.
وإلى اللقاء في حلقة أخرى من
فنانون منسيون من بلادي.



  اقرأ المزيد لـ د. علاء الأديب


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


هناك تعليق واحد:

  1. تقديري وجزيل شكري لمجلة منبر الفكر وللقائمين عليها.

    ردحذف