الكُلّ في تَرَقّبٍ وانْتِظارٍ ، الملائكةُ اصطفّتْ أسراباً أسراباً وتراصّتْ صفوفاً صفوفاً وقَدْ سكنَ دفيفُها وهَدأَ حفيفُها وهدَأَتْ أنفاسُ الخلائِقِ وأطبقَ الصمتُ كُلّ الأَرْجاءِ ووقفتْ البرايا تستشرفُ الضياءَ وقَدْ فاضتْ دموعُ الشوقِ من العيونِ ورفرفتْ نبضاتُ القلوبِ بالشجونِ وطارتْ أرواحُ المحبين شوقاً وحنيناً وخطراتُ الأَفكارِ لمْ تعرفْ السكونَ وخلجاتُ الحُبِّ هائمةٌ تسبحُ في المَلكوت ، ووقفَ التاريخُ يسجلُ انبلاجَ فجرٍ جديدٍ وولادةَ نورٍ سيبددُ ظلمةَ الديجورِ تُخْمَدُ فيهِ نيرانُ الشياطين وتُشَقّ للجبابرةِ جدرانٌ وأواوين وتتزلزلُ أصنامٌ وتتحطمُ نُصُبٌ وأوثان ..
وها قَدْ حانَ وعدُ السماءِ وانبجسَ الفجرُ مُشعّاً من بين الغيومِ وتشعشعَ نورُ الشمسِ كاشفاً غياهبَ الظلامِ وسط تسبيحِ الأفلاكِ والأملاكِ والأكوانِ وتهليلِ العوالِمِ والمجرات وتنفسِ الخلائِقِ والكائنات وتراقصِ الزهرِ والشجرِ وحركَةِ الحجرِ والمدرِ وتغريدِ البلابلِ والكنارِ وهبوبِ نسائمِ الفرحِ وتضوعِ أريجِ الحُبورِ .. فقدْ جاءَ الخاتمُ وحضرَ الفاتحُ صاحبُ الخُلُقِ العظيمِ والسراجِ المنيرِ ، فهَلْ صانَهُ المستبشرونَ !؟ وهَلْ أتّبَعَهُ المُريدونَ !؟
ليست هناك تعليقات