لم يشأ عام 2018 أن يفارقنا إلا بعد ان يختطف منّا حبيبا أحببناه .
عريان السيد خلف الذي أدمنا على كلمات أغانيه التي كتبها للكثيرين من نجوم الغناء العراقي فعاشت فينا كالنبض في القلوب والانفاس في الصدور .شدْ الى مثواه الأخير الرحال تاركا لنا وراءه إرثا عظيما وعطاءا سخيا دون مقابل .
عريان الذي عاش عريانا ومات عريانا الا من حب الناس العظيم لشخصه انسانا ولشعره وكلماته أديبا شاعرا وطنيا محبا لبلاده وشعبه لايمكن لذاكرة هذا الشعب ان تنساه يوما او تتناساه .وكيف لها ذلك وهو ماثل في كل خلد وكل بيت وزقاق ومقهى .وكيف يمكن ان يكون ملفْا من ملفات الموتي المركونة على رفوف النسيان .
عريان ذاكرة وطن وحكاية شعب وزمن.المنهك الذي لم يشأ يوما ان تفارق وجهه ابتسامة المتفائل بصباح غير الصباحات التي اعتاد عليها.الحالم الذي اغرى الحلم ليكون واقعا على ايقاعات كلماته التي غرست في قلوب الملايبن أشجار الحب والحنين لعراق عاش في ضمير عريان هاجسا عذبا فوزّعه على كلّ القلوب وكلّ الخواطر.عريان الخلود في الدنيا وفي الآخرة لم يمت ولن يموت فلكم من حي ميت ولكم من ميت أحياه الله بموته.
موت عريان استمرار لحياة الآخرين .عاش عريان لغيره ومات لغيره لذلك لن يموت.ستبقي ايها الماثل في وجدان كل محبيك وما أكثرهم روحا أزليّة ترفرف بيننا .وهناك على الغراف ستبقى الامواج تردد كلماتك هادئة خشية ان تقلق هدأتك الأخيرة.ستبقى بيوتنا ومقاهينا تتنفس عطر حروفك التي احرقتها بخورا في كل صوب وحدب .نم أيْها الرائع بين شغاف القلوب مستكينا فقد اتعبك مشوار السنين العجاف .وانتظر معنا صباح يوم جميل حلمنا به سوياً.
ليست هناك تعليقات