امرأة حفرتْ التجاعيد وجهها في سنين عمرها، وظلت تكدّ لكي لا تمدّ يدها لأحدٍ، واظبتْ على زراعة أرضها لئلا تذهب لقطعانِ المستوطنين.. فتحتَ أشعة الشّمس تراها تنكشُ الأرضَ بكلّ حُبٍّ، ومن ثمار مزروعاتها تبيع الخضروات، وحين تنظر بتمعنٍ إلى وجهها المليء بتجاعيدٍ حفرها الزمن تدركَ مدى عشقها للأرض.. فهي امرأة تحبُّ أرضها بكل جنونٍ، فمن مزروعاتها تعتاش، وبنفس الوقت تحافظ على أرضها كي لا تستولي عليها قطعان المستوطنين.. امرأة وجهها يشرق أملا.. التجاعيد على وجهها لوحة حُبٍّ لأرضٍ تعشقها.. ما أجمل عشق الأرض هكذا تردد لأناسٍ حينما يأتون لشراء ما تبيعه من خضروات.. رائحة الوطن تشمّها منها.. ما أقسى الزمن في وطن ما زال شعبه معذبا من الاحتلال.. امرأة لا تريد شيئا من هذه الحياة سوى حماية أرضها.. فعلى وجهها تجاعيد حفرها الزمن، لكنها تظل امرأة عاشقة لأرضها.. امرأة ترى في عينيها عشقها لوطنٍ بات مُستباحاً من قطعانِ المستوطنين وقوات الاحتلال، فهي امرأة تحِبُّ الحياة، رغم كل المعاناة.. امرأة تأمل أن ترى وطنها محررا ذات يومٍ..
|
ليست هناك تعليقات