لأول مرة أرى في قريتي شوارع فسيحة تمتد على طول البصر .لأول مرة اكتشف الطرقات في قريتي عبارة عن مسارات تخترقها العربات و تركض فيها الحيوانات و تسير في طولها و عرضها السلاحف. و الجرارات.وان الناس تتسكع ليلا على ضوء النجوم و القمر .
لاول مرة ادرك ان المجتمع في قريتي مجزا الاجزاء و كل يعمل على شاكلته شعاره انا او لا أحد. و لاول مرة اعرف ان كثرة المقاهي و انتشارها كالفطر في قريتي هو من اجل استقطاب البؤساء و العاطلين و المتسكعين و التكفل بهم ايام الصيف و ليالي الشتاء الطويلة.
و القهوة الثقيلة المقدمة لهؤلاء تظل عربون محبة
و كرم ضيافة في زمن شطب على لفظة الضيف في قاموس المعاني عند المسؤولين على أمر الرعية .لأول مرة اكتشف ان الاراضي الشاسعة في قريتي و الاماكن الاستراتيجية و الفيلات الجميلة قد ذهبت الى النبلاء و الى الحجاج و المعتمرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم التدشين. و لاول مرة ادرك ان عالم قريتنا قد تغير بدرجة مئة و ثمانين و ان من كان في الأعلى صار في الاسفل و لا يسمع له أنين. ولاول مرة اعرف ان الناس تغيرت بتحريف القوانين و بالدوس على الطبيعة و باجتثاث اشجار الزيتون و التين.
ليست هناك تعليقات