حضور البصر وغياب البصيرة في قراءة وقائع ثورات الربيع العربي
تلقي هذه المراجعة نظرة عامة على طائفةٍ من أهم الأدبيات التي تناولت الربيع العربي خلال السنوات الخمس الماضية. ويكشف بحثٌ أوّلي في محرك "غوغل" عن عبارة "الربيع العربي" أكثر من تسعة ملايين نتيجة، وأكثر من أربعة آلاف نتيجة إذا حصرنا ذلك في الكتب. وفي محرك "غوغل سكولار"، كانت النتيجة 19.700. أمّا إذا أجرينا بحثًا عامًا، فإنّ النتيجة تكون 976.000، وتهبط إلى 114.000 إذا حصرنا البحث في الكتب. وليست هذه نتيجة علمية، ولكنّها تعطي فكرة عامة عن حجم ما جرى ضخّه من مواد حتى اللحظة تحت هذا العنوان فقط، دون إضافة عناوين أخرى، مثل الثورات العربية، إلخ.
كلّ هذا يجعل من العسير إنجاز المهمة التي نتصدى لها هنا. وهي إجراء مسح نقدي لأهمّ ما كتبه الأكاديميون والخبراء عن ربيع العرب خلال الخمسة أعوام الماضية، بخاصة أنّ كثيرًا من الكتابات متضارب. فقد عبّر الأكثرية في صدر الثورات عن الذهول والإعجاب، وعضّوا أصابع الندم على ما كانوا سادرين فيه من وهم، بينما كابر آخرون وأنكروا. ولكن تعثّر الثورات دفع كثيرين فيما بعد إلى مراجعة مراجعاتهم، والعودة إلى شأنهم القديم في اليأس من حال العرب الذين ما زال بينهم وبين فجر الديمقراطية بعد المشرقين.
* نشرت هذه الورقة في العدد 18 (كانون الثاني / يناير 2016) من مجلة "سياسات عربية" (الصفحات 175-185) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.
|
ليست هناك تعليقات