أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

بوابة حلب الصراع المفتوح... بقلم: مازن بلال


 بوابة حلب الصراع المفتوح 
 بقلم : مازن بلال
 5/5/2016



    يمكن فهم المعركة في حلب ضمن مشهد من الذعر الدولي، فالمسألة لا تتعلق بحالة إنسانية أو بالخوف من توقف المسار السياسي، لأن الخطر الحقيقي هو في انهيار القدرة الدولية على التحكم بمسار الصراع، فـ«وقف الأعمال العدائية» كان يعني بالنسبة للنظام الدولي القدرة على التحكم بالاشتباك الحاصل الذي يرتبط بثلاثة عوامل: مدى التدخل الروسي بالصراع، وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإعلان عن سحب القوة الرئيسية من سورية فور الاتفاق على التهدئة، والعامل الثاني تحديد الأدوار الإقليمية فكانت المشاركة السعودية في تشكيل ما يُسمى «الهيئة العليا للتفاوض»، وأخيراً تطويق المؤثرات التي تؤدي لتغييرات جيوستراتيجية، فتم استبعاد الأكراد مرحلياً؛ لإرضاء تركيا ولوضع مسألتهم ضمن هامش ضيق لا يتيح تأثيرات كبرى.
لكن التوافقات الروسية – الأميركية وضعت وبشكل واقعي النظام الدولي أمام اختبار صعب، فترتيب الشرق الأوسط يتفوق على الإرادة الدولية التي فقدت «المبادرة» و«الحزم» نتيجة عدم تبلور «كتل دولية» متماسكة، بل شبكة تحالفات يجمعها في النهاية سوق واسعة تحكمها قوانين العولمة، وهذه الظروف دفعت الدول الإقليمية إلى استمرارها في عمليات «الابتزاز» كما حدث في الجولة الأخيرة لجنيف، وعندما استمرت الجولة من دون الأخذ بعين الاعتبار انسحاب «وفد الرياض» انفجرت الجبهات في سورية، وضمن مؤشر يوضح مسألتين:
– الأولى أن الدول الإقليمية «تبتز» النظام العالمي عموماً وتتجاوز التصورات القديمة لمجلس الأمن، فهي تكسر القاعدة الدولية وتدفع العالم نحو مواجهة خطرة، وكان واضحاً أن أنقرة والرياض تعرفان تماماً عدم قدرة المجتمع الدولي على فرض إرادة قوية تجاه الكثير من المسائل، وتدركان أيضاً أن المشهد الدولي «متخم» بالتماس المباشر بين موسكو وواشنطن؛ ابتداءً من أوكرانيا وانتهاءً بجمهوريات آسيا الوسطى.
خطورة كسر الإرادة الدولية تكمن في إمكانية التماس المباشر في أي لحظة، وبوصول التصعيد إلى نقاط تدفع «النظم الدولية»، الناتو على سبيل المثال، إلى التدخل المباشر وارتفاع احتمال المواجهة مع روسيا، وهذا الأمر أعاد نشاط الدبلوماسية الأميركية بشكل ملحوظ لفرض تهدئة شاملة في سورية، ومن بوابة حلب التي تشهد اختلاطاً للجبهات والفصائل.
– المسألة الثانية تتعلق بالنموذج الذي يفرض كسر قواعد الاشتباك الدولي، وهو ما يفتح احتمالات الانفجار المتتالي لكل الأزمات في العالم ورفع مخاطر المجابهة الدولية الكاملة، فنقاط التوتر التي كانت في الماضي نقاطاً ضمن المواجهات المباشرة، أصبحت اليوم تملك كل مقومات التصعيد والانتقال من الحرب بالوكالة إلى الصدام المباشر.
الوضع السوري وعبر سنوات خمس قدم عوامل متعددة لاحتمالات الصدام العالمي، بما فيها أزمة السلاح الكيميائي، وقضية اللاجئين وتموضع الإرهاب ليكون دولة، لكن طاقة النظام الدولي استطاعت تأمين توازن يمنع الانهيارات الكبرى، إلا أن الانفجار الكبير الذي شهدته جبهات حلب شكل «رعباً» له مبرراته من انتهاء القدرة على التحكم بالصراعات عموماً، في وقت يترنح فيه النظام الدولي على جملة تناقضات تمنعه من رسم مسار نهائي للأزمة السورية وغيرها، فالخطر الذي لا يدركه بعض الأطراف أنهم يضعون التصادم اليوم على مسار انهيار النظام الدولي وهو أمر سيطول كل الدول الإقليمية وليس مدينة حلب فقط.



ليست هناك تعليقات