ويحدث أن تصفعك أُغنية وتُعيدُكَ جثّة هامدة
أن تركض كأنك في رمقٍ أخير
أن تُمزّق قميصك
أن تتوسل الليل
تُهرول صارخاً
تتحس عنقك باختناق
تبكي وتبكي
وتبكي
تقف
تركع على رُكبتيكَ مُتعباً
تُعاود الوقوف وتركض
بحسٍّ مكتوف
تهرب من ذاتك
تُجاهد أن تخرج أنت منك
أن تنفصل عن ظلّك
تناطح جُدران الأزقة
تُكمِل الركض مُثقلاً بالحنين
بالحسرة بالندم
بالخوف بالمجهول
بالأسى بالذكرى
بالهم بدوّامةِ اليم
تُغرقك دموعك
يُبعِدُك رجوعك
تصل لزاوية الحي
وأنت حي على قيد الموت
تسند ظهرك على الحائط
ودمعك مُبلّلاً خدّيك
أنفك
وكلتا شفتيك
تخُرُّ جاثياً مُتهالك
تستقم
تنظر إلى السماء
تُناجي رب السماء
وتصرخ بملئ الكون
يا الله ..!!
وتغفو في مكانك كاليتيم.
محمد نور
ليست هناك تعليقات