مجلة منبر الفكر ... ايمان عبد الملك
ان مفاهيم الحرية الشخصية التي نسعى اليها في بلداننا العربية نجدها مفاهيم ضبابية لا وجود لها في مجتمعاتنا ،لانها افكار مبنية على قواعد ضعيفة ، غير ثابتة من حيث لا يوجد لها تطلعات مستقبلية واضحة نصل من خلالها الى حل واقعي شامل مبني على تفكيك العادات والممارسات التي تزيل العوائق،لذلك نجدها ركيكة غير مستعدة لتقبّل البدائل الجديدة من خلال عدم الرضا المجتمعي لاسيما الامني منه .
عداك عن الواقع المعيشي الذي يعطينا الدعم للوصول لأفكار موحدة تنقلنا لواقع أفضل من خلال وعينا الثقافي والحضاري ، بعيدا عن ثقافة الاستعمار، الذي بدأ يسيطر على تفكيرنا ويعمي بصيرتنا ، لغرض استغلالنا ونهب ثرواتنا وشرذمتنا ،وتفرقتنا بالصورة التي كنا ومازلنا عليها من قرون،مما يضعف من قوتنا ويجعلنا فريسة سهلة ولقمة سائغة ، ذلك لعدم شعورنا بالمسؤولية الخلقية والثقافية التي بدأت تتدهور في حياتنا الشرقية ، مما دفعتنا للتأخر ،اغرقتنا بالفوضى واوجدت هوة فاصلة ما بين الشعب والحكام واثّرت على العلاقة ما بين الطبقة المثقفة وعامة الشعب.
مع تراكم الأحداث التي تشهدها المنطقة نجد بأن الشباب قد فقدوا الانتماء ،خاصة بعد أن ضاعت أحلامهم وتاهت طموحاتهم وتحطمت آمالهم وفقدوا هويتهم وغرقوا في الاغتراب النفسي، فعندما ينفصل المرء عن نفسه وعن مجتمعه،يعيش الاغتراب كجزء من حياته ،وهذا ينعكس سلباً على علاقاته الاجتماعية مما يساهم في إيجاد نوع من الفتور و العزلة الاجتماعية التي تتحول مع مرور الزمن إلى ما يسمى الاغتراب الاجتماعي .
ليترك هذا الواقع والفاصل المؤذي وراءه تفككا ظاهرا في العلاقات الاجتماعية والاسرية ، نصل من بعدها الى اغتراب الانسان عن دالته ، فبدلا من أن نتقدم ونتحرر، نغرق بالتشتت والتخلف الذي يزيد من الاستبداد . ويفتح المجال للمؤثرات الداخلية والخارجية باغراقنا بالنعرات الطائفية والمذهبية وتشرذم صفوفنا وترهق شعوبنا. بدلا ” من الاعتماد على التوعية وزرع الروح الوطنية من خلال توجيه الاجيال الصاعدة ، والتمسك بتراثها وحضارتها بعيدا عن التطرف والحركات السياسية والدينية المشبوهة التي تلعب دورا بارزا في خدمة الاستعمار وتشوه المفاهيم الوطنية التي تؤدي للتكاسل والاحباط المهدد للاستقرار والمؤدي للتراجع والتقوقع بشرنقة الاغتراب …
ليست هناك تعليقات