أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

نحن بحاجة لثقافة التغيير ….ريم شطيح



 نحن بحاجة لثقافة التغيير     
   بقلم :  ريم شطيح
  قضايا وآراء
  11/1/2017



قد يكون لي فلسفة تختلف أحياناً جزئياً وأحياناً جذرياً عن الآخرين بما يخصّ الأعياد، فلسفتي كانت دائماً تنطلق من ثورتي، من تمرُّدي الأزلي على كل ما يُقيّد الإنسان فِكراً وقوانيناً اجتماعية كانت أو سياسية ودينية! من هنا كنتُ أقرأ وأرى يسوع الثائر ومُناصِر المظلومين والضعفاء والحزانى والفقراء؛ يسوع الثائر على كل ما يُقيّد الإنسان داعياً بهذا أولاً للتغيير؛ التغيير من الداخل والخارج والذي أحدثَ انقلاباً في أفكار وتقاليد اليهود المقدَّسة آنذاك والتي رفضها يسوع جملةً وتفصيلاً. يسوع الذي حجّمَ السلطة وأكّد في مرات عديدة على إلغاء المراتبية الإجتماعية واعتبار الإنسان يَعلو شأناً كُلّما تواضعَ، وهو الذي رفض القسوة وعقاب الإنسان للإنسان وقال كلمته الشهيرة “من منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر”! كنتُ أرى نفسي في كلام يسوع الثائر، يسوع الذي قال “إنّ السبت جُعل لأجل الإنسان؛ لا الإنسان لأجل السبت” مُناقِضاً بهذا كل تعاليم اليهود وشريعتهم التي كبّلَت الإنسان لزمن طويل أصبح فيها يعيش ليخدم العادات وليس لتخدمَه هي! وبين أكثر من ألفي عام، وبين اليوم، تراني أنظر بتلك العين مجدداً لأقول أنّ كل مظاهر العيد قد لا تعني شيئاً إذا ما اقترنت بجوهر فِكر يسوع؛ فِكر يسوع القائم على أساسَين مُهمَّين هما المحبة والدعوة للتغيير؛ نشر ثقافة المحبة والمحبة التي تدفعك للتغيير، للنّقد، للتطوير. المحبة هي الأداة التي تربطنا بالآخرين، ونشر ثقافة المحبة كما مارسها يسوع فِعلاً وعملاً وليس كلاماً. لكن يسوع ليس فقط المحبة؛ يسوع أتى بفِكر من شأنه تمزيق المجتمع القديم مُعلِناً عن مجتمع جديد داحضاً بهذا كل الأفكار التي قام عليها المجتمع القديم وداعياً “للتغيير”! فالتغيير هو ما يجب أن يكون دافعنا الأوّل للإقتران بفِكر يسوع، التغيير للأفضل. فالمحبة وحدها لا تكفي، المحبة إن بقيَت حبيسة جدران البيت والعائلة لن تُنجِب، والعيد إن لم يكن دافعاً للتغيير للفرد، للمجتمع، وبالتالي للأمة، سيتحوّل ويبقى رقماً احتفالياً تقليدياً .. ويمضي…! إنّ الإنسان وليد فكرة التطور والتغيير؛ فمنذ ولادته يعيش التغيير ويبدأ مرحلة التطور. التغيير في الفِكر، التغيير في النَّهج، التغيير في أي عادات أو تقاليد تتعارَض مع الفِكر الإنساني الحُر، هكذا أرى فِكر يسوع والعيد تِباعاً. نحن بحاجة لثقافة التغيير وليس فقط للمحبة؛ بل أن تكون المحبة والإنسانية هما الدافع الأول للتغيير!!

ريم شطيح


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات