أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« التلفزيون المغربي وأزمة البرامج الثقافية » تقديم : نور الدين محقق



  « مجلة منبر الفكر» -  تقديم : نور الدين محقق 

ينتمي برنامج «الوسيط» الذي تبثه القناة التلفزيونية الثانية (دوزيم) مساء كل سبت في شكل شهري، الى برامج الحوار التفاعلية. فهو، كما يقدم نفسه في الورقة المرفقة به،


«برنامج يهتم برصد ردود فعل المشاهدين تجاه كل ما تقدمه القناة من برامج (سياسية، اجتماعية، رياضية، فنية، ثقافية)، إذ بإمكان الجمهور إبداء ملاحظاته وانتقاداته واقتراحاته على برامج القناة، وفي كل حلقة يستضيف صحافيين ومسؤولين من القناة للإجابة عن تساؤلات المواطنين».

وقد استطاع هذا البرنامج من خلال المواضيع التي طرحها ومن خلال أسلوب محمد رياضي المتميز في التقديم، ومن خلال الضيوف الذين شاركوا فيه، سواء العاملين في القناة أو خارجها، أن يقدم صورة جلية عن نوعية البرامج التلفزيونية التي تقدمها القناة الثانية وعن الأهداف الفكرية والجمالية التي تريد الوصول إليها.

ومن بين هذه المواضيع، مثلاً: مناقشة البرامج الإخبارية والاجتماعية عبر برنامج «مختفون» بحضور مقدمته أسماء عينون والباحثة الاجتماعية الدكتورة عائشة التاج، إضافة الى مناقشة الذاكرة الفنية من خلال برنامج «مسار» وبحضور معده ومقدمه عتيق بنشيكر وبحضور ومشاركة الصحافي عزيز المجدوب، ومناقشة الأخبار كما تقدمها القناة الثانية وذلك من خلال استضافة المدير المساعد للأخبار في هذه القناة حميد ساعدني وبمشاركة الكاتب حسن نرايس.

وكان للبرنامج أخيراً، وقفة عند برامج الثقافة والمهرجانات، هل هي حاضرة في القناة الثانية أو لا؟
واستضاف معد ومقدم برنامج «كتاب قريتو» محمد سليم، والصحافية حفيظة الفارسي. وعن غياب البرامج الثقافية بالمعنى الدقيق لكلمة «ثقافة» في مقابل حضور وهيمنة البرامج الترفيهية، عزت الفارسي السبب، الى السياسة التلفزيونية

أولاً، واعتبرت أن من واجب التلفزيون المساهمة في نشر الثقافة بما يملكه من قوة التأثير في المشاهد المتلقي برامجَه. وفي هذا الصدد أشارت إلى التجارب التلفزيونية السابقة التي نجحت في عملية نشر الثقافة وتقريبها من المشاهد الذي كان لديه في السابق استعداد قوي للتلقي الإيجابي لها على عكس ما هو حاصل الآن، فأصبح يخضع لثقافة الاستهلاك مع التطور التكنولوجي القوي. ومن هنا فقد أصبح يطلب الجاهز، وقد انساقت البرامج التلفزيونية في هذا الصدد.

وركزت الفارسي على اعتبار أن الأزمة مركبة، يساهم فيها المشاهد من زاوية تراجع الاهتمام لديه بالجانب الثقافي، كما يساهم فيها المثقف من زاوية عدم السعي لتقريب خطابه من المتلقي. أما محمد سليم، فتحدث عن أهمية مزج الثقافة في البرامج الترفيهية كما هو الشأن في بعض البرامج التلفزيونية العالمية. وركز على أن أي برنامج ثقافي عليه أن يحرص على عملية التشويق حتى يثير اهتمام المشاهد،
واعتبر أن برنامجه «كتاب قريتو» يساهم في جعل القراءة محببة عند الناس.

وقد تخلل هذه الحلقة انفتاح على المشاهد عبر مساءلته حول مدى حضور البرامج الثقافية على القناة الثانية. وبعد تقديم هذه الشهادات التي تراوحت بين الإشادة والمطالبة بمزيد من برامج الثقافة، تمت عملية التعقيب من الضيفين، ثم التحق بهما معد ومقدم برنامج «دوزيم ماغ» منصف الساخي الذي شارك في الحديث عن أهمية البرامج الثقافية وبيّن الدور الذي يقوم به برنامجه في تغطية المهرجانات الثقافية والفنية.

باختصار، يبقى برنامج «الوسيط» ضرورياً في الربط بين المشاهد المتلقي وبين ما يشاهده من برامج على القناة الثانية، وهي عملية تلفزيونية تفاعلية مهمة..



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات