" ما أقسى أن يشردني الحب ، بعد منتصف العمر
على أرصفة ﻻ تعرفني في طنجة اللعينة ..
ما أقسى أن يقودني الحب للمحكمة والعزلة والتسكع بين عتبات تقهرني ..
ما أقسى أن تكرهني أنثى أول الشتاء وترميني في غربة دروب طنجة اللعينة ..
كأن حواسي ﻻ وجدان لها
أم أن الجمال خان لحظاته الحميمية
قال لي الليل والحزن والفقر والتعب والقهر واﻷرق
أنت حر في عزلة الجسد
قلت هو الموت حر في افتراس عزلة جسدي
يوم أدركت الهواء والماء والضوء
عانقت وجوها ورحلت من عيني وجوه
ولم يعد في يدي غير غصة مدادي الشقية
وبعض صور غرفة وﻻدتي دمرتها مليشيات رجال القبيلة
لن يلبس أحد عند رحيلي بياضي اﻷخير
لن تلبس طنجة اللعينة بياضها المدنس عند رحيل العشاق إلى سكون التراب
طنجة اللعينة التي ضيعت مجد فحولتها
تبيع أنوثتها كل مساء للغرباء السكارى
أنا ﻻ بياض لي
أنا ﻻ يحبني أحد
أما هؤﻻء المارون ساهون وتائهون يبحثون عن بياض الرحيل في دم حيض طنجة اللعينة
أما أنا لم يعد لي عاشقة تنادم قصيدتي
وحيد تحت أول المطر
وطنجة اللعينة تخبئ عشاقها في قوافي اﻷغنيات القديمة
ﻻ أحد يعرفني .. غربة
ﻻ أحد أعرفه .. ضياع
أنفاسي تغرق في أنفاسي
مع اﻷسف لم تعد اللغة تسعفني
لم تعد عيني تسعفني
لم تعد خياﻻتي تسعفني
ملح الدمع أقسى
غربة الحواس أقسى
عزلة سرير المنفى أقسى
لم يعد بيني والموت أي جدار
لم يعد بيني وأنثاي أي خيط حرير
لم يعد بيني والحياة تذكرة سفر
آه يا أنثاي التي اقتلعت آخر طيف قبلة في محراب دالية القلب وهجرتني أول آخر شتاء إلى جسد مجهول
أنا ضائع في منفاك يا أنثاي القاسية
أنا ضائع في طنجة اللعينة "
مصطفى الغزال - طنجة - المغرب
| 
ليست هناك تعليقات