أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« فوبيا امرأة تخافُ من الحُبّ في العتمة » ... بقلم : عطا الله شاهين



  « فوبيا امرأة تخافُ من الحُبّ في العتمة »
  بقلم : عطا الله شاهين
   31/1/2018
  


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     31/1/2018


لا أَدري ما الذي يجعلُني للدّنو منكِ في هذِهِ الليلة الغير عادية بعتمتِها. ولا أدري لِماذا أريدُ البوْحَ لكِ عن شغفي بكِ، رَغْمَ علمي بأنّكِ تخافين من الحُبِّ في العتمة..

كُلُّ دقيقةٍ تمرّ هي صبوةٌ باتِّجاهِ مجنون وصاخب. كَمْ جرّبت اقتناص اللحظات كَي أجسرَ وأرميَ كل حُبّي الصّاخب، الذي يمقتُ كلّ صمتكِ، فَما فزتُ، وقفتُ في العتمةِ ببوْحي السّرْمدي، لكي أتمكّن أَنْ أشارككِ صمتكِ، لكنني لمْ أفلح! سعيت للمصارحةِ مَعَكِ لِأَحْظَى بوقتٍ بلا صمتٍ منكِ،  لكنني خبتُ. خطفتُ الشّكّ لأخبأه ثُمَّ أَقتلُ خجلكِ الجافّ، فَما تمكّنت! كلانا جالسين في ظلمةِ غُرفةٍ صامتةٍ، ولمْ أستطع اجتياحَ ما ظلّ عالقا من خجلٍ على وجنتيكِ، فَخبتُ! كلانا في غرفةٍ معتمة وصامتة فقطْ.

هَلْ يضيّع الحُبُّ معناه في غرفةٍ خرساء؟ أيّامٌ مرْت، ولَمْ ترغبي أَنْ تعترفي بِأنِّكِ ما زلتِ جاهلة في الحُبِّ، فأَطفأتُ الضّوءَ في تلك الغُرفة، لكيْ تزيلي خجلكِ، وقعدتِ على الكُرسي بلا صوتٍ، وبتُّ أَستبدّ خجلكِ المجنون. من السّذاجة في بعض الأحيان أَنْ أعطفَ عليكِ، ولكِنَّ الأيام تمرّ مِنْ غَيرِ حُبّ، وأَنا مازِلْتُ أُقاتل لإماتة خجلكِ، لكنني خبتُ، وأسعى أَنْ أَكُونَ هادئا بسبب استمراركِ بالصّمت، وأَسْعَى بلا تردد وبلا جنون إِلى أَنْ أدري لِماذا أجسر عَلى الإفشاء بِحبٍّ علّه يشعل حبّكِ.. لكنّ سعيّ خاب.

أَصغي إِلَيكَ في العتمةِ، فَلا أَتمكّن من تحريكِ صمتكِ المجنون مِثْلَما كُنْتُ أٌفكّر. كُلَّما همستُ همسةً، ولمْ أريد أنْ أقتلَ رَغَباتِكِ المُتقدة. وكُلَّما فَكَّرْتُ بصمتكِ، أَبعدتني فوبيا الدّنو منكِ. أصغي إلى خوْفكِ، أظلّ تواقا لعناقكِ، لأَنِّي أَخَافُ أَنْ أعي كَمْ أَحبُّكِ في العتمة. أَصغي إليكِ، فأراني بتُّ هرما .. أصغي إِلَيكِ باهتمام، فَلا أَتمكّن أَنْ أتخيّل لِماذا أو كَيفَ استطعت مِنْ أَنْ انتهز الفرصة للبوْحِ لكِ، فَأُجنّ من استمراركِ بالصّمتِ، الذي يُدمّر حبّي..لقدْ هلكنا يا حبيبتي!

إرباك.. شغور.. حماقة كُلُّهُا اللحظات! لَمْ أعد قادرا عَلى الاسْتِمرارِ في الإصغاء إلى صوتكِ الصّامت في العتمة، هكَذا شغور عَدِيمِ الضجة.. ضجر يزداد في الغرفة المعتمة.. الصمت والعتمة والبوْح.. ضجر يقتل كُلِّ شَيء في الغرفة المعتمة! كَمْ مَرَّةٍ جرّبتُ العصيانَ عَلى صمتكِ المجنون فَما فلحتُ البتة! كُلَّما سَعَيْتُ لحثّك على الاقتراب مني لقيتني داخل الصّمت وداخل اللحظات، التي أريد بها البوْح لكِ عن الحُبِّ صوبكِ وكُلَّما رغبت في قتلِ خجلكِ قبل أن أقتل شغفي  بك كللتُ من صمتك ومِنَ جنون الخجل.. يا لِمغامراتنا!

المغامرة هِيَ أَنْ نخطو فيها دُونَ أَنْ نعي مدى حلاوتها. مَنْ يقدر على المغامرة  أنا أم أنتِ، فالمغارة في الحُبِّ هي أن نصخب في جنون الحياة ، ورَغْمَ أن الحب يحبّ المغامرات، وَلكِنَّه قَدْ يبدو صاخبا في العتمة أكثر.. حالةُ الصّمت منكِ هي أنتِ في فوبيا جهلكِ للحُبِّ تقتلينني، هَلْ يمكنكِ أن تظلّي صامتةً وخائفة دون أن تثيري الحُبَّ في العتمة.


  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات