أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« العالم الأزرق .. ما بين الاتصال والانفصال » بقلم : د.عبد الفتاح ناجي



 « العالم الأزرق .. ما بين الاتصال والانفصال »      
   بقلم :  د. عبد الفتاح ناجي
  قضايا و آراء
  16/1/2017


مجلة منبر الفكر ... د. عبد الفتاح ناجي

عادة ما يرتبط اللون الأزرق بالسماء والبحر.. ولكنّه مع تغير المفاهيم، وإعادة تعديل الدلالات اللونية لتصبغ بالعالم الالكتروني كحال غيرها من مفاهيم الجمال. فأصبح اللون الأزرق مرتبط بعالم مواقع التواصل الاجتماعي حيث أخذت معظم تلك المواقع اللون الأزرق ليكون عنوانها في المستقبل القادم. فأصبح العالم الافتراضي عالماً أزرقاً بالهوية.                    
لن يختلف ذلك "العالم الأزرق" عن البحر والسماء، فهو عالم لا حدود له. ولكن الفرق الوحيد هو أن للبحر شواطئ، وللسماء نجوم نستدل بها، ولكن داخل العالم الأزرق " العالم الافتراضي" لا شواطئ نرتاح اليها ولا نجوم نستهدي بها، فالسرعة هي الفيصل في ذلك العالم، فالوقت يُمرُّ سريعاً داخل ذلك العالم، فإن كنت ممن يملك وقتاً إضافياً. فذلك "العالم الأزرق" يعطيك فرصة ذهبية لتبذير ذلك الوقت بالانفصال وليس بالاتصال.
تسير السفن في البحر الأزرق ورواده امتلكوا الخبرة والمهارة مسبقاً، ولكن هل يمتلك روّاد شبكات التواصل الاجتماعي الخبرة والمهارة ذاتها للتعامل مع ذلك العالم الافتراضي. يا أيهّا المُبحرين في ذلك العالم الأزرق "الافتراضي" احرصوا على التجديف ببطء، وخذوا حذركم فأنتم لم تخبروا ذلك العالم بعد. إنّه ليس كالبحر، وأمواجه ليست كأمواج البحر، والغرق فيه يعني الانفصال عن عالم الواقع حيث تتحول لشخص يتكلم بأصابعه ويتنفّس بالرموز والتعبيرات التي يفرضها عليك ذلك "العالم الافتراضي".
إنّ ميلاد "العالم الأزرق" ممثلاً بمواقع التواصل الاجتماعي ما كان ليكون لولا عقل الإنسان وتفكيره، فوجوده ارتبط بغاية وهي اختزال المسافات وتقريب البعيد، فلا يمكن توجيه اللوم لذلك العالم الالكتروني ان استخدم لغير غايته. فالرسالة التي انطلق بها عالم شبكات التواصل الاجتماعي تقوم على الاتصال وليس الانفصال!!
فهل أنتم تدركون هوية ذلك "العالم الأزرق" حقاً، هو عالم تخطى قاع البحر الأزرق وتجاوز سقف السماء الزرقاء. إنّه ذلك الفضاء الشاسع الذي يأخذنا بعيداً عن كوكبنا الأرضي، فإن دخلت ذلك "العالم الأزرق" فحاول أن تبقي قدميك على الأرض. فأدوات التحكّم والسيطرة لا زالت بشرية، ولم تصبح ضمن صلاحيات العقل الالكتروني بعد!!

د. عبد الفتاح ناجي



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات