أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« إسرائيل ترى الفرصة سانحة .. السعودية متحمسة والأردن يخشى الحراك الشعبي » بقلم : مصطفى السعيد



  « مجلة منبر الفكر»

يضغط رئيس وزراء «إسرائيل» نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل «حلف تل أبيب»، الذي يضم «إسرائيل» مع ما يسمى دول الاعتدال العربي، ويكون هدفه مواجهة إيران، وحماية الكيان الصهيوني بأموال ودماء العرب، بينما تواصل «إسرائيل» انتزاع المزيد من الأراضي العربية.


نتنياهو يرى أن الفرصة سانحة لتشكيل مثل هذا الحلف، فالدول العربية في أسوأ حالاتها في التاريخ المعاصر، فالسعودية متورطة في اليمن حتى رقبتها، ويبدو أنها غير قادرة على تحقيق انتصار ولا على الانسحاب، وستظل تنزف وتنتظر من يساعدها على تحقيق الحد الأدنى من أهدافها، لتبدو منتصرة،

ويضمن الملك السعودي تتويج نجله محمد بن سلمان ملكاً على البلاد، بعد أن جعله وزيراً للدفاع لينفرد بأكاليل النصر، فإذا به يضع خلافة نجله على محك صعب، وأن الهزيمة تبدو قريبة، فالشعب اليمني يقاوم بضراوة، رغم ضعف إمكاناته والحصار المفروض عليه، في الوقت الذي ينهار فيه مشروع السعودية المشترك مع تركيا وقطر وأمريكا في كل من سورية والعراق وليبيا، وتتقدم جيوش الدول الثلاث لدحر الجماعات الإرهابية، وتدفن معها مشروع التقسيم والتدمير لدول المنطقة.

ويرى ترامب أن «إسرائيل» يمكن أن تنتشله من مأزقه في الداخل، ليس لقوة اللوبي الصهيوني في أمريكا فحسب، وإنما لأن مصالح «إسرائيل» وأمنها من ثوابت الإدارات الأمريكية ومحل إجماع نخبتها الحاكمة، ولهذا يحرص ترامب على تبني مطالب نتنياهو، ربما يتمكن من تخفيف حالة الانقسام غير المسبوقة داخل الولايات المتحدة، وتجنب الحملات الإعلامية العنيفة التي يتعرض لها منذ ترشحه لمنصب الرئاسة.

ورغم عوامل الضعف العربي فإن إنشاء «حلف تل أبيب» ليس سهلاً، فهو يواجه صعوبات كثيرة، أهمها أن مثل هذا الحلف سوف يثير المزيد من الغضب الشعبي على حكومات البلدان التي يمكن أن تشارك فيه، وسيكون وصمة عار يصعب أن تمحوها أو تخفف منها، في وقت تزداد فيه شراسة اليمين الإسرائيلي ورغبته في التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية، وسعيه إلى ابتلاع الضفة الغربية ورفض إنشاء دولة فلسطينية.

كما أن الدول المرشحة للمشاركة في هذا الحلف لا تبدو متحمسة له، عدا المملكة السعودية، فالأردن يخشى غضبة فلسطينية عنيفة تؤدي إلى حراك شعبي تصعب السيطرة عليه، وستكون المملكة الأردنية عرضة لنيران أي مواجهة مع خصوم «حلف تل أبيب».

أما القاهرة فليس من السهل إقناعها بالانضمام لمثل هذا الحلف، حتى ولو كانت تعاني متاعب اقتصادية، لأنها ستواجه متاعب كبيرة مع الرأي العام المصري الذي لا يمكن أن يصمت على تحالف مع الكيان الصهيوني أو المملكة السعودية، ويعدُّ «إسرائيل» العدو الأول، كما ستخسر القاهرة علاقتها المميزة مع روسيا التي تعول عليها كثيراً، سواء في دعمها للجيش الليبي بقيادة حفتر الذي تدعمه مصر في مواجهة حكومة الوفاق المدعومة من السعودية وقطر والناتو، إلى جانب العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع موسكو.

وتتناقض جهود دفع القاهرة إلى «حلف تل أبيب» مع خطوات مصرية في الاتجاه المعاكس، فقد طالبت لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري بتبني مطلب عودة سورية إلى مكانها في الجامعة العربية، واتفاقها مع العراق على تزويد مصر بالبترول بدلاً من السعودية التي أوقفت تصدير البترول لمصر.

تبدو حملة «حلف تل أبيب» شبيهة بحملة الترويج لتقسيم المنطقة، وكأنها ستتحول إلى أمر واقع لا يجب الوقوف أمامه، وهي أقرب لحرب نفسية تسعى لزيادة الانقسام العربي، خشية نجاح أي جهود لاحتواء تصدعاته.

مصطفى السعيد :كاتب صحفي مصري


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات