يطلقون عليها «روضات أو رياض الأطفال» وهي اختراع حضاري ممتاز للأمهات العاملات في مختلف القطاعات، فيها تحضير وإعداد للطفل في سن ما قبل المدرسة، وفيها أيضاً تعويد له على الحياة الاجتماعية والتواصل مع أقرانه من الأطفال, ولكن هل روضات أطفالنا رياض بكل ما تحمله الكلمة من المعاني الجميلة مثل النظافة والدفء والصحة والسلامة…؟.
وهل هي على هذا المستوى.. وهل تتحقق فيها شروط ترخيصها والأهداف التي وضعت لها من أجل مساعدة الأسرة والمجتمع على غرس اللبنة الأولى لبناء جيل سليم الجسم يحمل القيم والمبادئ التي نعتز بها ويتحلى بالأخلاق العالية التي يتمناها الآباء والأمهات لأولادهم؟!.
ثمة ملاحظات وأسئلة كثيرة تدور حول أوضاع هذه المؤسسة التربوية المهمة جداً في حياتنا، ولعل أهمها مدى الاهتمام الذي تلقاه من الجهات الرقابية الرسمية المسؤولة، وهل تتوفر فيها الشروط الصحية والتربوية المطلوبة، وماذا عن مستوى ومؤهلات المربين فيها؟.
الأقساط العالية التي تتجاوز حدود المئة ألف ليرة سنوياً يدفعها الأهل في هذه الظروف المأزومة ليس عن طيب خاطر. وهذا المبلغ يفترض أن يوفر رعاية وعناية جيدة بالأطفال… فهل الأمر كذلك؟
الجواب على جانب واحد من هذا السؤال نجده عند الأهل الذين يشكون تكرار مرض أطفالهم وإصابتهم بالبرد والرشح.. وهذا ليس مستغرباً إذا عرفنا أن أصحاب وإدارات بعض رياض الأطفال يبخلون على أطفالنا بالدفء في هذه الأجواء الشتائية الشديدة البرودة. فالمدافئ إن وجدت في صفوف الأطفال، فهي مجرد هياكل باردة لا أكثر.
لنمنح أطفالنا مزيداً من الدفء والحنان والرعاية، فهم يستحقون هذا… حديثنا المختصر هذا عن أطفال «الروضات» ولكن ماذا عن أطفال الأسر المهجرة في مراكز اللجوء، والمخيمات؟!.
ليست هناك تعليقات