تشغلنا جميعا هذه الأيام رسائل الواتساب وتجعلنا نعيش وراء أطروحاتها الجريئة وأبعادها السياسية والاقتصادية وما يلحق بها من متغيرات مختلفة،وكلها تنصب في تحليلات ذات عمق فكري واسع من الرؤى تتعلق بالأوضاع الدولية والمتغيرات التي تنتظرها جميع الدول والحكومات.ولكن السؤال هل أن لغة الواتساب هذه دقيقة أم أنها ذات ممارسات فكرية ذكية ابعد من كونها مجرد معلومات يكتبها اصحابها ؟
وبطريقة استقصائية توصلنا الى معلومات أن كثيرا من الحكومات العربية وحتى الأجنبية من ركب بلدان العالم الثالث تخضع للأطروحات الجديدة التي يقدمها الواتساب الذي هو أحدى التطبيقات الرقمية التي يشتهر بها جهاز الخلوي وهي تندرج ضمن أطار الأعلام الاجتماعي الذي أخذ ينمو تدريجيا لدرجة انه صار هو المغذي الفعلي للأفكار،
وتتسع تأثيرات ما يقدمه من رسائل وأفلام فيديو،بعضها يوثق للحقيقة وبعضها يعتمد المعلومات وكذلك التحليلات التي تعطي مدلولات على أن الأوضاع في بعض بلدان العالم الثالث هي ضمن الخطة الدولية التي تخطط لها الدول العظمى ومنها الولايات المتحدة الأميركية بالتغيير والتحول من واقع لآخر.
وفي هذا المنظور تواجهنا بشكل يومي سيل من الرسائل والموضوعات بأبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وأستراتيجية غاية في الخطورة ومحبوكة من الناحية اللغوية والفكرية لدرجة أنها تحظى بالقبول من القراء والمستخدمين من حيث عملية استقبالها وارسالها والقناعة بما تمثله من مضامين فكرية مؤثرة تحقق القناعة من حيث تبدل كثير من الأحوال العامة في بلدان المنطقة عامة.
وحسب توجه الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، فالبعض يرى أنها مجرد اشاعات لأن الاشاعة بالمفهوم العام هي معلومة أقرب ما تكون الى الحقيقة لكنها ليست الحقيقة كونها تستقى من موضوعات لها دلالات ترتبط بأحداث حقيقية،وان من يمارس الاشاعة يستغل هذه الحقائق ويمارس عملية ضخ معلوماتي وتأويلات مستغلا ظرف مناسب لطرح الاشاعة في وقتها المناسب،
والطرف الذكي هو من يمتلك القدرة على طرح الاشاعة،وتوظيفها بما يخدم توجهاته ويحقق أهدافه،وفي الغالب تكون الدول أو أجهزة المخابرات الدولية هي الأطراف المعنية التي تمتلك القدرة على توظيفها،
وعليه فالواتساب واحدة من المنابر المعلوماتية التي تضخ بأفكارها علينا كثيرا هذه الأيام،وبطبيعة الحال فأن أكثر المعلومات التي يركز عليها هذا التطبيق تتعلق بالتوجه الأميركي الجديد،وعلى ما يبدو ان ادارة الرئيس ترامب تمارس حاليا نشاطا كبيرا يستهدف بلدان المنطقة العربية وما يجاورها بثقافة التضليل تبغي من وراءه اشغال الناس بمختلف الأفكار لتجعلهم يسيرون ضمن فلكها دون استقرار، وهذا مايجلعنا نؤيد حتمية التغيير شبه الشامل في تلك البلدان التي فقدت جميع مقومات الصمود بوجه الهجمة الأميركية.
والملاحظ أن كبار القادة والمسؤولين الدوليين في المنطقة يخضعون حاليا لتأثيرات رسائل هذا التطبيق الخلوي حتى أن أحد الشخصيات الرفيعة كشف بأنه يتابع عن كثب التوجهات الأميركية في المنطقة من خلال ما يطرح في الواتساب وانه ينتظر وقت حلول المتغيرات الجديدة التي تنوي ادارة ترامب لتطبيقها،
والغريب ان هذه الشخصيات الكبيرة أصبح حالها حال بقية المواطنين لا تملك أي من أسرار السياسة الدولية التي من المفروض انها طرف فيها لطالما هي تخضع لمنظومة حكومية تتوفر فيها سمات السيادة من علم ودستور.
وبحسب المتابعة فان أغلب هذه الأطروحات هي من صنع الأميركي نفسه،وقليل منها ترد ضمن تحليلات ذات سياق طبيعي،حتى أن بعض الكتاب المرتبطين بالادارة الأميركية وظفت مهاراتهم لممارسة الكتابة عبر الواتساب والنطق بأسم الولايات المتحدة في توجهاتها الجديدة.
والمعلومات الواردة عبر الواتساب في الغالب تكون بصياغة مفبركة،وأن أغلب ما يطرح فيه هي معلومات ذات توجه مخابراتي ما عدا بعض ما يقدمه محللون،وكتاب من آراء وفق متابعات لمجريات الأحداث الدولية وتطوراتها.
|
ليست هناك تعليقات