« معرض الربيع السنوي يزهر فنّاً في خان أسعد باشا » ... بقلم : رانيا مشوّح
رانيا مشوّح
المبيّض: الفنّ في زمن الحرب أهمّ أوجه الثقافة
بريشة سحرٍ من ألوان الربيع وفرحه، وضعوا خطوط الحياة على جدران الإبداع وغاصوا في رحلة تأمل المستقبل، مستبدلين ربيعاً ضالاً بربيع يزهر فناً وحباً وحياة. فنانو سورية عبّروا عن ذلك خلال معرض الربيع السنوي لعام 2017 الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد، حيث افتتح المعرض الذي ضم عدداً من مجالات الفنون تصوير، نحت، غرافيك، خزف علي المبيض معاون وزير الثقافة الذي صرّح قائلاً: هذه التجربة الناجحة، هي فرصة لكثيرين من الفنانين الشباب ليثبتوا أنفسهم وليعرضوا أعمالهم. عندما نشاهد المعرض نرى أفكاراً متنوّعة تعكس تنوّع الشرائح المشاركة في المعرض. المعرض يضمّ حوالى سبعين عملاً لفئة الشباب دون 35 سنة، وسيستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل.
وأضاف: هذا المعرض ضمن الفعاليات التي ترعاها وزارة الثقافة للفنون الشابة لرعاية المواهب الشابة وتشجيعها وتحفيزها، لأن الفن هو أهم أوجه الثقافة خلال الفترة العصيبة التي تمر بها سورية. المعرض جميل ومتميّز، وأنا أدعو جميع المهتمين بمتابعة هذا الشأن إلى متابعة المعرض ومشاهدة أعمال الفنانين الشباب. الفنّ صورة عن ثقافة وتفكير الفنّ، لذلك نجد فناً متميّزاً بسويّات مختلفة في هذا المعرض.
في حين صرح إلى «البناء»، عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، عن أهمية هذه التظاهرة الفنية: معرض الربيع برعاية وزير الثقافة، مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، هو معرض كان يقام في دمشق للفنانين الشباب دون الأربعين سنة، ومؤخراً أصبح المعرض يسير بنظام الجوائز، وأصبح العمر دون 35 سنة. والغاية من هذا لفت الانتباه إلى الفنانين الشباب لنقدّمهم بطريقة تليق بهم. وهذه الجوائز هي عبارة عن تحفيز لكل الشباب ليقدّموا أفضل نتاج لديهم. ونحن دوماً داعمين أساسيين للفنانين السوريين بشكل عام. وهذه المعارض هي دعم للفنان ويكفي أنه يقدّم نفسه للجمهور ونحن نقدّم له كل الإمكانيات. فنانو سورية المهمون حالياً، أثبتوا أنفسهم محلياً وعالمياً، إذ خرجوا من هذه المعارض، معرض الخريف والربيع، وقدّموا للجمهور. وواجب الفنانين أن يشاركوا في هذه المعارض المستمرة دائماً.
وفي الإطار نفسه، تحدث إلى «البناء» الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية فقال: الفن عند الشباب مشجّع جداً، لا سيما في بلدنا لأنهم هم النواة التي تصنع للمستقبل فنّاً سورياً أصيلاً. التجارب الشابة تضاهي أعمال الفنانين الكبار، وهي على مقدرة عالية من حيث تقديم اللوحة أو التمثال أو من خلال التقنية المستخدمة. لديهم سيطرة كاملة على التقنية وموضوع اللوحة ومضمونها، نرى تجارب شابة نشيطة جداً وواعية. نشكر وزارة الثقافة ونطالب اتحاد الفنانين التشكيليين لدعم الشباب والاحتكاك بتجاربهم، المنافسة هذه تولّد عند الشباب نشاطاً قوياً جداً لتقديم أحسن ما لديهم، ونعوّل عليهم لمستقبل الفن.
وبتقييمه هذا المعرض قال الفنان الدكتور طلال معلا: يقيم هذا المعرض بالقياس للشباب وأعمالهم وليس بالقياس مع فنانين كبار. إشكالية هذه المعارض أن الشباب يذهبون إلى المواضيع فوراً. فيما يجب أن يذهبوا إلى جماليات التشكيل. هذا الأمر لا يتنافى مع المذاهب والمدارس كالتجريدي والواقعي والانطباعي، لكن التشغيل بإضافة شيء جديد بمعنى أن تكون اللوحة متكاملة تشكيلياً. هذا الشيء أساسي يجب أن يتوجهوا إليه، كل دراسة ولها فكرة يحاول تجسيدها كصورة وهذا الزمن تجاوزه تقريباً بعد سلطة الصورة والميديا على مستوى عالٍ، الحدث هو سيد الصورة بينما في الفن جماليات التشكيل هي الأساس.
وأضاف: هذا المعرض نتمنّى أن تطرح من خلاله نوعية الفنون نصوصها الأدبية من خلال أشياء يمكن أن يعمل عليها الشباب أي يتحول هذا المعرض إلى صالون شباب في جزء منه تجريدي وورش مباشرة مع فنانين مختلفين حول موضوعات. بعدئذٍ ينفّذ أعمالاً للشباب حول هذا الإطار بحيث يتمكن الشباب من الإضافة إلى الكبار.
ومن جانب آخر، كانت لـ«البناء» لقاءات مع المشاركين في المعرض حيث تحدثت الفنانة سوزان حلاق قائلة: شاركت للسنة الثانية في معرض الربيع بعمل خزفيّ اسمه «ظهور»، يدل على خروج الإنسان من قوقعة الهمّ والحزن ليغيّر واقعه وينبثق ويشقّ طريقه للبدء بحياة جديدة. العمل جاء من خلال نفسية الإنسان خلال هذه الحرب، وأننا سنبدأ ونرمي الحرب وراءنا. هذا المعرض هام جداً وهو فرصة لتبادل الخبرات والنقد مع فنانين شباب وكبار.
أما الفنانة نسرين طريش فقد تحدثت عن عملها: مشاركتي هو عمل كولاج قماش. وهو عبارة عن بقايا قماش جمعتها من معامل خياطة أو بقايا ثياب قديمة، بطريقة الخياطة، تركت اللوحة من دون عنوان حول فتاة مغمضة العينين والحزن يعتري وجهها من خلال انتظار. تتخلله أدوات تعبّر عن الأمل بالمقبل. في هذا الظرف أصبح لدى الفنان مسؤولية لنجعل العالم يرى من تكون سورية ومن يكون شعبها.
كما قال الفنان أحمد الخطيب عن مشاركته: شاركت بلوحة أكرليك هي عبارة عن أنثى بوضعيتين متقاطعتين. بحيث تظهر ثلاث عيون في اللوحة، وبقية الجسد متداخل مع بعضه، التعبير هو إيصال رسالة بصرية للحواس في المرحلة الأولى، متعة بصرية بجسد المرأة الذي يمثل الحبّ والخير والسلام والمنحى الآخر هو رسالة للفكر وهي حالة التناقض الذي نعيشه في أيامنا كالتناقض بين الرغبة والأخلاقيات بين الخير والشرّ والانفتاح والانغلاق.
بدورها، عبّرت سلام الأحمد عن عملها: رسمت لوحة لأنثى يحتويها الغموض وتحيطها الفراشات التي تعبّر عن الحياة والأمل. وغمسته بالألوان الزاهية التي تدلّ على التفاؤل والخروج من دوّامة التفكير.
أما الفنانة حميدة عارف السيد فقالت: لوحتي بالفحم والباستيل بعنوان «المرأة» التي تعبرها الفصول. تكلمت فيها عن الكبار سنّاً وهجرتهم من الوطن حيث لا يتوضح من خلاله أين تقطن، وبحيث تعبّر عن المأساة الخاصة بالكبار في العمر وهجرتهم من أوطانهم بعد أن أمضوا حياتهم كلها فيها.
ليست هناك تعليقات