أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« لا للعبث بعقول الأطفال » ... بقلم : د. عبد الفتاح ناجي



 « لا للعبث بعقول الأطفال »
    بقلم : د. عبد الفتاح ناجي                               
   10/5/2017


«  مجلة منبر الفكر »   د. عبد الفتاح ناجي     10/5/2017
 

  منذ الظهور الأول للجنين داخل رحم الأم، فيصبح أمانة في رقاب الأب والأم، فالرعاية والمسؤولية تبدأ منذ تلك اللحظة، فيقوم الطبيب بتزويد الزوجين بالإرشادات المطلوبة لحماية ذلك الجنين والحفاظ عليه، ويتسابق الأقارب لإعطاء النصائح مما يملكون من خبرات وتجارب.

ويبدأ جدول المتابعات الشهرية للاطمئنان على ذاك الضيف القادم الذي تتوق الأسرة أن تراه ينضم اليها، كيف لا وهو زينة الحياة الدنيا. ولكن تلك الفرحة القادمة قد تنسي الأسرة ما سيأتي معها من المسؤولية والتعب، فالأمانة ليست مجرد كلمة من عدة حروف؛ بل تحمل في طيّاتها الكثير من أساليب الرعاية والمتابعة، فكل راعٍ مسؤول عن رعيِته.

  يبدأ العقل بالنضج والتطور من خلال المثيرات البيئية والفسيولوجية التي تحيط بذلك الطفل، ومعها يبدأ تشكيل ما يمكن تسميته بالبنية المعرفية للفرد، والذي تتشارك في المساهمة في تشكيلها عدة مؤسسات تبدأ من الأسرة فالمدرسة والأصدقاء وصولاً لتأثير المجتمع ككل.

ولكن بفعل تأثيرات الثورة التكنولوجية وتبعياتها، والدخول إلى العالم الرقمي بشكل صاروخي. فقد حصل هزّة كبيرة في مفهوم تشكيل البنية المعرفية لعقل الطفل، فتأثير الأسرة والمدرسة قد تراجع سريعاً على حساب العالم الالكتروني الشاسع وتأثير الشبكة العنكبوتية الساحر.

فبعد أن كان الفرد يحتاج لسنوات لتشكيل نمط تفكير معين أو بناء فكرة معينة بالعقل؛ فقد أصبح لا يحتاج أكثر من أيام أو حتى ساعات أحياناً للحصول عليها، فقد أصبحت المعرفة تحتاج مجرد (ضغطة أصبع) لتقوم الشبكة العنكبوتية بتوفيرها لك. وهنا مكمن الخطورة أيها الوالدان!!!

  إنّ أطفالنا اليوم يلمسون أجهزتهم الذكية أكثر مما يلمسون الكتب، ويستمعون لمحركات البحث الالكترونية ويصغون إليها أكثر مما يسمعون ويصغون لأساتذتهم ومعلميهم، ويشعرون بدفء مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من دفء أسرتهم،

فقد أشارت نتائج بعض الدراسات أن مجموعة لا يستهان بها من المعلومات والبيانات التي يتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة بل ومضللة أحياناً، أطفالنا اليوم ضحية ومُجني عليهم،

فهم ظهروا على كوكب الأرض ولم يتعرفوا على ذلك الكوكب الجميل إلاّ من خلال الشبكة العنكبوتية. هم ضحية لأمواج متلاحقة من المثيرات البصرية والسمعية القادمة من كل اتجاه،

وكأنما أصبحت عقولهم هي المستهدفة. فقد أرهقت عقولهم وضاع معها التمييز ما بين الخطأ والصواب. ومع غياب القدوة الصالحة من أشكال الأب والأم والمعلم استمرت عقولهم باستقبال بركان تلك المثيرات دون تمييز.

إنّهم يعبثون بعقول أطفالنا، إنّه ذلك العقل الذي بنى وعلّم واكتشف الجديد، إن أطفالنا أمانة، لذلك لا بد أن نساعدهم للتمييز ما بين المفيد والضار. فارفعوا شعار "لا" للعبث بعقول أطفالنا.



  اقرأ المزيد لـ د. عبد الفتاح ناجي


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 

ليست هناك تعليقات