مناورات الأسد المتأهِّب تضع الفئران في حقل تجاربٍ بتنا ندريه و ندركه فهو يجمع فئران تجارب المنطقة العربية أو الشرق أوسطية أو حتى الإسلامية بأسرها و خاصة تلك المجاورة لإسرائيل لتكون في جغرافية متسعة لا تحدُّها حدود لكن تفصلها حدود لن توحدَّها ما دامت الأرض تدور في اتجاهاتٍ تعاكس الجاذبية
التي يجب أن تجذب الكرة إلى ملعب الإنسان و كرامته لا أن تحرف الكرة لتكون في ملعبٍ يريدونه لتجميع الخانعين حيث لا كرامة و لا موقف و لا رؤى تجعل الإنسان مستقلاً بكينونته كي يكون بعيداً عن أغلبيةٍ من الحمير ارتضت أن تجتمع لتهتف للملك يوم أتى بالعريفيِّ فصفَّق له أبناء الملك تشارلز و الملكة إليزابيث و أخوة الأمير ويليامز
الذي تهافت العالم إلى كل القنوات كي يرى دوقته دوقة كامبردج كيت ميدلتون و هي تقبله قبلة النصر العربانيّ و كأنَّ الملك الهاشمي البريطانيِّ جعل من العريقيّ و أشباهه أنصاف رجالٍ يسعفون عرشه الذي لم يكلله بتاج النضوج
بل رفع رصيد بقائه بتاج الخضوع و الخيانة في مزادات نيويورك و بورصات و مؤشرات ناسداك و نيكاي و غيرهما من رعاة المصير المتكدِّس بأمثال هؤلاء من أشباه القادة و هم يلوِّثون التعريف النبيل للقيادة التي تتساقط بين عامة الشعوب و نخبها التي لم تعد ترى المنطقة لها بقدر ما ترى الهجرة سبيلاً إلى خلاصها العاجي المنتظر بعد كلِّ ما يجري من ترهيب و رهابٍ لم يتناقصا بقدر ما رسَّخا التزايد المضطرد لعقلية طمس الإنسان في سبيل أدنى مصلحةٍ تلوح في الأفق و لو أنَّ هذه المصلحة لا تخدم روح الإنسان الذي خلق عجولاً يرغب في جمع الدنيا و لم يتعرف على أدنى تفصيلٍ غير مدركٍ لاتساعه فيها ألا و هو نفسه
الحشود تتأهبُّ لما تدركه من سذاجة الملوك و الأمراء العرب و لإدراكها أنَّ ضرب عمق جمهوريةٍ ذات سيادة كسورية لن يفسد مناوراتها فحسب بل سيعيد دوران الكرة الأرضية بعكس عقارب توقعات قادتها الذين يخشون من أنَّ سورية يمكن أن تتحوَّل إلى ساحة رمالٍ متحركة ستبتلعهم في صحرائهم نفسها
و ما تصريحات القائمين على ركنٍ من أركان بلاد الشام و خاصرة دمشق خاصرة سورية المنتصرة المتضاربة إلا دليل على إدراكهم أنَّ حلف سورية لا يجيد اللعب على حافة الهاوية كما تحدث مسبقاً الزعيم الأذكى حافظ الأسد فحسب
بل لإدراكهم المطلق بأنَّنا قوم نجيد اللعب في النار التي إن أحرقت أصابعنا سنقلب ماهيتها غير المدركة بالنسبة لأعدائنا لتغدو علينا برداً و سلاما و نحن من نملك الريح التي تجيد نفخ النار حيثما تنفخ أرواح الشر كي تتلاشى قبل أن تتكون أجنتها فلا برازخ لمعتقدات الموت و التشاؤم الذي يحاولون خلقه في سوريتنا كي نتلاشى قبل أن نقوم بفينيقنا البشَّار و من كلِّ الجهات المحسوبة و غير المحسوبة بالنسبة لكارهينا
ما زال في الجنوب عقلاء لبني صهيون أو لدولة إسرائيل الموسوية أو لحلم الفرات الذي ما زال مغمَّساً بدماء نيله المسروق يدركون و بمرارة و بحسرة أنَّ قواعد اللعبة في سورية لن تحتمل الأقاليم الفيدرالية و ما الكيانات الحية في العراق إلا دليل على موته فهذه الكيانات التي اقتصت العراق ألغت العراق نفسه من خارطة الفعل و القرار
و هنا في سورية هل تحتمل المنطقة بأحلافها و مشاريعها و طوائفها و تناقضاتها كيانات على حساب الجسد الواحد لا أظن ففي سياسة المدرك ندرك جميعاً بأنَّ احتباس سورية بأقاليم فيدرالية هشة لن يجعل لإسرائيل حزاماً أمنياً ينجيها بقدر ما سيخلق كيانات و تجمعات مقاومة أو كما تسميها إسرائيل و تخشى منها ميليشيات لم تحسب لها حساباً
و إذا ما كان الدبُّ الروسيُّ يسير و هو يحمل كرة الثلج السياسية لا أظنه سيسلمها للأميركان و الإسرائيليين كي تكبر و تكبر و هي تحرج حلفاءه لأنَّه يدري أنَّ الرصاصة الأميركية قاتلة في هكذا مرحلة و ستجمِّد دمه الذي يسري في عروق المنطقة كي تخلق من جديد فهل لترامب و بوتين رأي آخر ننتظر إطلالة أخرى مع نصرٍ جديد لأسدنا البشار المتأهب حينما تكون مناطق خفض التوتر قد تطوَّرت إلى مناطق آمنة خالية من الإرهاب منتصرة بالإنسان و فقط الإنسان و من يريد إزالة كيان سورية لماذا لا يفكر في إزالة كيان إسرائيل الإرهابي الأكبر و الأعتى في العالم و هو من يكذب بأسطورة إن الدين عند الله الإسلام فسبحان الذي سخَّر لهم ما لم يكونوا له بمقرنين !!!!
ليست هناك تعليقات