أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« المواطنة في صراعات الشمولية ما بين الجغرافية و الدين و المخاضات السياسية ! » .. بقلم : م. ياسين الرزوق زيوس


   المواطنة في صراعات الشمولية 
« ما بين الجغرافية و الدين و المخاضات السياسية »
    بقلم :   م ياسين الرزوق زيوس
    مهندس  و كاتب سوري
    20/12/2017


« مجلة منبر الفكر » ياسين الرزوق زيوس  سورية  20/12/2017


هل المواطنة هي "مواطنة الدين" كي يهاجر من أجله المهاجرون إلى كل أصقاع الأرض و كي يخوضوا من أجله الحروب في كلِّ بقعة من بقاعها ؟!! و جوابنا لا لأنَّ مفهوم "مواطنة الدين" سقط سقوطاً مدوياً و الدليل اقتتال المسلمين و المؤمنين أنفسهم لنصرة بعضهم على بعض و هم من نفس الدين و هذا ما يطرح مفهوم "المواطنة السياسية الدينية " الذي لن يقتصر على الدين فحسب بل سينسحب على الاتجاهات و الأحلاف السياسية و المصالحية و الاقتصادية و هذا ما يسقط مفهوم المواطنة الدينية سقوطاً مدوياً إذا ما عزلناها عن المنحى السياسي
( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )( [سورة التوبة: 24] )
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا)(سورة النساء : 97)
نتساءل من جديد هل في هذا النص الديني القرآني ما يجعل الأديان عابرة للأوطان الجغرافية أم ما يجعل الأوطان مراكز حدودية لنصرة الدين و أبنائه أينما كان معتنقوه و هنا الهوية تنشأ بالاعتناق و لا تدوم بالانتماء بما يجعلنا نتساءل كثيراً ما الفرق بين اعتناق دينٍ أسَّس لجغرافية معينة و بين الانتماء لجغرافية معينة  بغض النظر عن أيِّ دين و هل الهوية هي حالة ترابطية تعلن بالديانة أم أنها كيان منفصل يتحد صاحبه بالانتماء و هل الظلم دافع للتخلي عن الهوية في سبيل الانتصار للاعتناق على مبدأ أنَّ الفقر في الوطن غربة و الغنى  في الغربة وطن أم أنه دافع لترسيخ الانتماء و لو من بعيد بدلاً من اجتثاث الانتماء بمنطق القوة و القوة المضادة و لماذا ينتصر الاعتناق المذهبي بين إيران و السعودية و حتى تركيا في صراع نفوذ واضح لم يظهر في القدس مثلاً  ؟!

و الوطن من منظور المؤمنين بالأوطان الدينية  هو الوطن الذي يخلص به المؤمنون كما يدَّعون الدين و لو كره الكافرون في نظرهم و هل الكافرون هنا هم من يغتصبون بلدانهم الجغرافية  أم هم من يشاركونهم الأوطان لكن ليس تحت راية الدين بل و في لغة الاقتتال الحالي ليس تحت راية المذهب الإسلامي نفسه وكأن لغة المواطنة باتت لغة تخصصية أو اختصاصية بل تحت راية جغرافية الانتماء الشمولية  التي لا تتخصص بدينٍ أو طائفة أو عرقٍ أو مذهب أو عشيرة ؟!

سؤالٌ يسقط به المسلمون و هم الذين انتصروا لأردوغان عندما ادعى الانتصار للخطوط الحمراء في حمص و حماة و لم ينتصر الكثير منهم لإيران مثلاً أو حتى للقدس متجاوزين كلَّ الحدود الجغرافية مسقطين الانتماء للأرض بمعنى أرض الولادة و المنشأ غير دارين أنَّ الأرض كالنسب لا تسقط بالتقادم هذا إذا ما كان النسب رافعة المنتسبين في جعل الأرض هوية سكنٍ يبقى أينما هبت رياح الهجرة في كلِّ السبل لا بقعة نشوءٍ عابرة و هذا ما كان عرضة لاستفهامات كثيرة بعد سقوط مفاهيم بناء الدولة و المجتمع و ظهور عدم رسوخ أو ترسيخ الانتماء  في بداية ما يسمونها ثورةً في سورية وما الثورة إلا مفهوم يتناحر في شموليته مع الدين نفسه الذي يريد طغيان شموليته و انسحابها حتى على المواطنة و المواطنين ليجعل من الجزية باباً من أبواب الانتماء القاصر الذي يشرعن  الخوف و الأحقاد و التربص و النفاق على كلِّ الأصعدة بعد سقوط شمولية الجغرافية لصالح شمولية الدين لأن مواطنة المسلمين  أو المذهبيين  تغدو في منحى الأحقية بالأرض و مكتسباتها بينما تسقط أحقية الاندماج لغير المسلمين أو المتمذهبين بمذهبٍ غالب يظهر على أشده في محاور تسخرُ الدين لنصرة المشروع السياسي الذي يناسبها و تحارب سواه بالدين نفسه الذي ما زال حصان طروادة في منطقتنا الفكرية و الجغرافية للأسف التي لن تخرج إلى الانتماء إلا بخلاصها من عقدة الاعتناق المقدس !!




   اقرأ المزيد لـ  ياسين الرزوق زيوس


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات