سيفعلون أي شيء لشرعنة ذاك الفراش ؛ وثيقة رخيصة ؛وشاهد شارد؛ وموثق عمومي بئيس وفي الأخير يسمى زواج.
سيبررونه بالاستقرار ؛ بالأطفال ؛ بنصف الدين ، كاذبون هم ؛ كل ذاك الهراء من أجل الجنس ، ولا أحد يتجرأ بأن يعترف ، ستحبل بك أمك ؛ دون أن يكون لك اختيار لا موافصات حتى.
سيعود المسمى أبيك من يوم عمل مجهد قبيل المساء وقبل أن يغير ملابسه، ستخبره أمك أنها حاملة بك..قد يعانقها مبتهجا.. يقبلها.. ويخبرها أن عشاء الليلة على صفيح ساخن بريسطو فاخر ؛ الشموع والأضواء الخلفية الخافتة والموسيقى الكلاسيكية الهادئة.
صدقني هذا مستحيل الحدوث..الأشياء السيئة تقع أثناء الحمل في وطننا ؛ إليك ما سيحدث :
سيتهمها أنها تعمدت عدم تناول حبات الحمل وستنفي ، أعرف النساء جيدا ،يعشقن الأطفال وصداعهم ، يظن الأب أنها تضغط عليه بالحمل ، الأمر أشبه بالسياسة ، إليكم السر أيتها النساء ،الأطفال يمنعون الرجال من التفكير بزواج بإمرأة ثانية.
قد يبدو صامتا حين تخبريه مسرورا ، يخفي روحه الشاحبة خلف ملامحه الكاذبة.
سيلعن في خاطره الليلة التي عاشرها فيها ، الأمر أشبه بحكم باطل نزل عليك به قاضي ملعون إنتقاما ، لا تفكر حينها بالباطل وتفاصيله ، بل كيف ستقضي سنوات سجنك ثلاثة دراهم كانت كافية لتبخر هذا الكابوس.
ستحين لحظة الوجع والألم، أن تولد في المنزل أو المستشفى لا يشكل فارقا ،المنزل أرحم من المستشفى ، فالمستشفى مقبرة في حق الأحياء ،إنه السعير بعينيه.
سيخرج رأسك من النافذة ،أهلا وسهلا بك في مستنقع الجحيم ،هنا كل شيء..إلا النعيم ، هنا الدماء والاشلاء ، هنا الظلم والإغتصاب ، هنا الإرهاب والحروب ومصاصي الدوفيز.
ستضربك الممرضة على مؤخرتك وستصرخ.. ستخرج روحك للعلن..سيختارون لك اسما لم تختاره.. سيختارون لك جنسية قد لا تفخر بها.
سيختارون لك موطنا ستصير فيه نكرة مشردا..سيختارو لك دينا..إما شيعي يقدس الإمامة..أو درزي إبراهيمي..أو سني يؤمن بالخلافة..أو يهودي يؤمن بالهيكل والسحر الأسود..أو مسيحي يعتقد أن عيسى قد صلب وأنه سيكفر خطاياه...أو صوفي يعتقد بالتزكية..أو وثني من الويكا..أو ملحد ينفي الديانات كلها..يعتقد أن الحياة هي محض الصدفة.
ستنشأ على أشياء لم تقتنع بها..وستقضي بقية عمرك تدافع عنها بكل غباء..تلعن هذا..وتذبح داك لأنه في نظرك نجس..ستكفر من خالفك..وستتهم داك بالإرهاب لأنه مسلم..وستقطع رقبة الملحد..وذات يوم ستكتشف كم كنت مجنونا مغفلا.
فقط تأمل.
|
ليست هناك تعليقات