في بلداننا العربية يمضي عمر الفرد سدى ,دون أن يحقق احلامه بمستقبل مشرق,أو يشعر بسعادة أيامه ,كيف ذلك والانسان موجود في منتصف هوّة عميقة ، الصعود منها يحتاج لبذل جهد كبير ،خاصة عندما تتراءى أمام عينيه صور الأحداث والحروب التي قادته إلى التشرد والقهر والضياع,قتلت الطموح بداخله وجعلته أسير أفكاره السوداوية يتخبط وسط حياة مؤلمة بائسة صرفت هدرا" دون الوصول لأي تقدم او تطور أو ازدهار.
الجميع يتكلم عن الفساد دون أن يحرك ساكنا ,تُتَهّم الحكومات بالفساد من خلال أجهزتها، لتبرير الغش والرشاوي وتغطية ذوي النفوذ التي تخدم مصالحها دون رقيب ولا حسيب , عداك عن زيادة الضرائب العشوائية التي تفرض على المواد الغذائية والممتلكات الخاصة والمنتجات الوطنية وكل ذلك يزيد العبء على كاهل الفرد الغارق في الفقر والدين مرهق أسير الشقاء والمهانة.
هناك اغتصاب لحق الشعوب ,فالكل يتقاتل تحت مسلمات دينية أو ديمقراطية أو وراثية, يتصارعون للوصول إلى الكرسي دون أن يأخذوا بالاعتبار حق المواطن الذي يدفع من عمره وماله وممتلكاته لإرضاء جبروتهم ,هم يسعوا للعلا مستصغرين الآخرين في سبيل ارضاء اهدافهم ،ولغايات ينشدوها لأنفسهم ،ُيطمئنوا الشعب على النفس والمال.لكن حين يصلوا إلى سدة الحكم ينكروه ويرفضون القيام بأي إصلاح أو تعديل,يغرقون بمشاريعهم ومصالحهم الشخصية وإرضاء من حولهم بالمراكز الأساسية ليترك المواطن غارق بالضياع والفوضى من جديد.
نحن على أبواب انتخابات نيابية,الكل يزرع الورود في بساتيننا,ويقدم لنا الوعود والأماني بغد مشرق وسعيد ,كأننا لا نعيش في الظلام 24ساعة باليوم ,شبابنا لا يشتكي من البطالة, مرضانا تتلقى العلاج بشكل سليم ومجاني,التعليم في المدارس يقدم للجميع وبالمجان، الشيخوخة مؤمنة ولا خوف على عجائزنا .
هذه هي فرصتنا لنختار الأفضل للأشخاص التي تمثلنا ,هناك فئة شبابية متعلمة ومثقفة لديها طموح وبيدها مفتاح النجاح والتغيير .يكفينا أنظمة طائفية واقطاعية متوارثة ,دعونا لا نضيّع الفرصة من ايدينا ,ونحاول جاهدين زرع الوعي بداخلنا بدلا من المضي وراء اسيادنا ,ونبتعد عن القطيع الذي يتاجر به وبأولاده لمصالح شخصية ,دعونا نمهد الطريق المضىء بالمعرفة والنور ولتكون رؤيتنا واضحة للأمور كي نحفظ حق أجيالنا ونسير على الدرب السليم.
ليست هناك تعليقات