هَرْجٌ ومرجٌ.
في المقهى المُجاورِ امرأةٌ مُعلَّقةٌ على قُبَّعَتِها المُخمليَّةِ الشَّامخةِ، تُخفي حَوَلًا في عينِها اليُسرى خلفَ قِماشٍ يدَّعي الشَّفافيَّةَ.
يشيرُ المخرجُ ذو السَّالفَيْنِ الطويلَيْنِ بشكلٍ استثنائيٍّ، إلى كهلٍ خارجٍ للتَّوِّ من روايةٍ لتشارلْزْ ديكِنْز، يسيرُ على يدَيْه عِوضًا عن ساقيْهِ المبتورتَيْنِ، ويُلقي حاجبَيْهِ المعقوديْنِ مثلَ دخانِ سيارةٍ مُفخَّخةٍ.
يهمِسُ لي صاحبُ السَّالِفَيْن: سيقومُ هذا بدورِ حاملِ شُعلةِ الأولِمبياد.
رجلٌ بشاربَيْنِ معقوفَيْنِ يأخذُ دورَ الدَّجاجةِ.
امرأةٌ تصيحُ مثلَ الدِّيك.
رصيفٌ يتقدّمُ إلى صدرِ المِنصَّةِ.
أصواتُ باعةِ الفولِ والحُمُّصِ من وراءِ الكواليس.
فستانٌ لا نهائيٌّ من الحريرِ الرَّخيصِ يزحفُ من الشَّارعِ الكاشحِ إلى الصُّفوف الأماميَّةِ، ويتسلَّقُ إلى قَمْرةِ عُلْيَةِ القَوْم.
رجلٌ قصيرُ القامةِ ينزلقُ على فكاهةٍ فاشلةٍ ويسقطُ، فيبتسمُ ثمَّ يتسلّقُ بثقةٍ مشكوكٍ فيها على حذائِهِ العالي.
مكبِّرُ صَوْتٍ ينادي عند المُفترق: "ماكياج، ماكياج".
منديلٌ أحمرُ يروحُ ويجيءُ فوقَ كرشٍ.
أحمرُ شِفاهٍ على شِفاهِ الفناجين.
قهقهاتٌ مُستوْرَدَةٌ.
زجاجاتٌ معبّأةٌ بالأوكسجين المعدنيِّ، تُباعُ في المدخل.
غليونٌ يتصنَّعُ الوَقارَ فوقَ أسنانٍ مُتعجرفةٍ.
...ثمّ تُرْفَعُ السِّتارة.
فيصفّقُ الممثِّلون تصفيقًا حارًّا.
وينحني الجُمهور.
|
ليست هناك تعليقات