بالرغم من التطور الإدراكي والعلمي الذي تشهده الإنسانية ،رغم كل هذا وذاك لازالت هنالك ثقافات سلبية سائدة في المجتمع. ومن اخطر تلك الثقافات هي ثقافة التهميش و الإقصاء والتي تعني إبعاد الأخر وتجاهله وعدم النظر إليه مهما كانت صحة مواقفه وصدق أقواله وقد يصل الأمر إلى تخوينه أو اتهامه بغية إسقاطه ، وهذه الثقافة يمارسها الكثير من الناس وبشتى الوسائل ومن مختلف الشرائح الاجتماعية في مختلف مجالات الحياة ..
وتمارس دون رادع ديني و أخلاقي وثقافي أو اجتماعي منتجة بذلك أفراد أو مجاميع من الأنانيين ومحبي الذات وممن يرفعون شعار : ( أنا أو لا أحد ) وهولاء يحق تسميتهم بالمجانين لان هذه العلامات هي أعراض لحالات نفسية تصيب الإنسان وتوثر على العقل البشري .. وبالتالي يكون هذا الشخص آفة تدمر المجتمع وتشتت أبناءه وتعيث بالأرض فسادا ..
وللأسف تعتبر بلادنا من أكثر المجتمعات العربية التي تحتضن ثقافة الإقصاء والتهميش بحق الأخر وحتى عزله ، وذلك لتراجع الوعي وتدهور الثقافة الذي يعزى إلى :
حب الأنا وخلق تكتلات ومجاميع كل منها مستعد للفناء من أجل إقصاء الآخر وعزله . وضعف دور المثقفين في التوعية إلى خطورة ثقافة الإقصاء .. وضعف الجيل المثقف عندنا الذي يستطيع محاربة الإقصاء والتهميش ..
لذاعلينا غلق الأبواب أمام الذين يثيرون التفرقة والتهميش للآخر و يدعون لإقصاء غيرهم و يبخسون الناس أشياءهم ..وذلك بنشر ثقافة قبول الاختلاف بالرأي و احترام الآخر مهما كانت وجهة نظره و السير معه في خط متواز
لتغير وجهة نظره إن كان على خطأ ولتبين وجهة نظره إن كان على صواب دون تقاطع معه ولا نجعل من أنفسنا حكما فكلنا بشر نصيب ونخطئ وخير الخطاءين التوابون ..
ليست هناك تعليقات