أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« العابثون باللغة العربية » ... بقلم : عبد الرحمن لوالبية



  « العابثون باللغة العربية »
    بقلم : عبد الرحمن لوالبية
   21/12/2018


« مجلة منبر الفكر »
عبد الرحمن لوالبية   21/12/2018


كلمة لا بد منها: المقهى : العابثون باللغة العربية .

بظهور وسائل الاتصال الحديثة ، تطور معها رتم التواصل الذي لم يشهد له مثيل من قبل ، فاختصر العالم و قلص المسافات ووفر الازمنة و الاوقات ، وكمسايرة لهذا التطور التكنولوجي المذهل ، تطور معه استعمال اللغات المختلفة كحلقة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في كل الاحوال و الظروف ، للتواصل بين بني البشر .

ومن بين اللغات المتداولة ، اللغة العربية ، هذه الاخيرة التي تعتبر من أغنى لغات العالم من حيث المفردات و المعاني  كيف لا و هي لغة القرآن الكريم . لكن ما نشهده اليوم فإن حال لغة الضاد في موضع لا تحسد عليه، نظرا لما أصابها من تحريف ، و من عبث العابثين ،  و المستهزئين بقواعدها ، فحين نتجول في شوارع مدننا ونتأمل ما كتب على اللافتات الاشهارية ،شئ يندى له الجبين ، و يدمى له القلب، أخطاء أصابت القواعد الإملائية في العمق فغيرت الكلمات و الجمل و حرفتها عن معانيها وعن مواقعها و معانيها،مثال:أنت صارت أنتي، و لك تكتب لكي ، صوت سوت ،..........  بل وأدخلوا عليها أسماء     و مصطلحات لا تمت بصلة الى اللغة العربية

فبدأت تغيب رويدا رويدا :كمثل باص بدل حافلة، وبنتلون بدل سروال، و مارشي بدل سوق وهلم جرا........كل ذلك تأثرا بلغات أجنبية يريد أصحاب هذا التلاعب باللغة أن يغلبوا لغات أخرى عليها و جعلها في المؤخرة ، بل هناك من يزعم حتى أن من يتحدث بها يعتبر من المتخلفين عن ركب التقدم و الحضارة، و أن من يتكلم بغيرها كالفرنسية أو الانكليزية و غيرهما يحسب من المثقفين و من الراسخين في  العلم !.ومن المحزن على حال لغة الضاد عندما أصبحت القنوات اذاعة و تلفزيونا في بلداننا العربية تقوم بترجمة تصريحات و خطابات مسؤولين كبارا في الدولة كي تصل الرسالة الى المواطن و يفهم كنهها ، .

لقد صار التحدث باللغة الام و الكتابة بحروفها يتحرج منه الكثير من الناس في أوطاننا وهو ما يمهد فعلا للتملص من احدى مقومات شخصيتنا و هويتنا العربية ، ما يعني الذوبان في ثقافات أخرى لا تمت بصلة الى عاداتنا و تقاليدنا . طبعا طرحنا لا يعني الانغلاق و الاغلاق على أنفسنا دون الانفتاح على لغات أخرى نستعملها في طلب العلم و المعرفة و التواصل مع العالم الخارجي ، بل هو أمر مطلوب ،

ولكن لا يكون على حساب لغتنا الام .و لنسأل أنفسنا لماذا كل الامم تعتز و تفتخر بلسانها إلا نحن العرب ?!.لقد صرنا نعبث بلغتنا كما أصبحنا نخجل من نطقها و كتابتها ، وهي احدى الرقصات المتهورة و التي ستقذف بنا بعيدا و لا يعلم إلا علام الغيوب متى سنعود من غياهب التيه و الضياع.




 اقرأ المزيد لـ عبد الرحمن لوالبية


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات