- كيف للمديح أن يضايقك؟
* أيّ مديح تقصد؟
- مدح الغير لك.
* لا. بل يضايقني بعضه.
- ولِمَ؟
* بعض المديح لا أصدّقه، فيدفع بي أن أشكّ في صدق فضائلي وحقيقتها.
يأتيني من انتهازيّ مفسود فتختلط مشاعري.
وبعضه أصدّقه فأكاد أبلغ حافة الغرور والرعونة.
وبعضه لا أعرف مدى صدقه وعدمه فيُلْقي بي في حَيْرة.
وبعضه يقال تحرّشًا لا براءة فيه ولا مداعَبة.
وبعضه يقال استدراجًا كي أقابل صاحبه بمديح مكافئ أقوله في المادح
فألوم نفسي لأنّها تكذب، أو لا أقوله فيغتمّ المادح المستدرِج ويندم ويحقد.
وبعضه يقال استعلاءً وتظاهرًا، رغبةً من المادح في أن يَظهر بمظهر السخيّ العادل المنصف غير المتكبّر، أو بمظهر الأستاذ الذي
يوزّع شهادات!
وبعضه يقال صادقًا بطريقة سيّئة فيسيء إليّ.
وبعض ما يوجَّه إليّ من مدح يقال ذمًّا لغيري فيبغضني ويحقد عليّ. مديح ظاهريّ، باطنه هجاء وتصفية حسابات.
- يا لطيف! كلّ هذا هو "بعض"؟! بعد كلّ هذه...
هل تبَقّى للمديح من محاسن؟! ألعلّ الذمّ خير من المديح؟! ألعلّه الوجه الآخر؟!
* الحبّ أفضل من المديح!
- وهل كلّ حبّ يرضيك؟
* لا. لا. مِن الحبّ ما يَخلق، ومنه ما يَخنق. بعضه يجعلك...
- يكفي... أحسّ بصداع... سلام...
|
ليست هناك تعليقات