ذات ليلةٍ لم تلتهب فيها جوارحي بنيران حمراء كنت أبحث عن جمهورية الله في
استديو الجزيرة و في مفاتن العربية التي ليس لها من اسمها نصيب لم أكنْ أصدِّقُ أنَّ
النشوة هي حصار مقاومٍ لجمهوريته في قلب جمهوريته التي ما غنَّى لها من لبنان محمد
اسكندر حينما قال عنها جمهورية قلبه لأنَّها امرأة فحسب بل لأنَّها دولة تمسحُ عن
جبينها كلَّ دابَّةٍ بدابة و كلَّ موتٍ بموت و كلَّ حقيقة نشوةٍ بحقيقة نشوةٍ
تجعلنا نتعارك في ظنوننا و ما هي بنشوة فكيف نفتح أبواب القيامة بعلاماتها
الصغرى التي قضيت و كأنَّ الكذبة الدينية صارت محلَّ الله و قضت أمراً كان مفعولا
لنجد أنفسنا نخترق علاماتها الكبرى و نبحث بدجَّاليها عن دجَّالها الذي ما هو بشخص
بل هو عورة فكر و فكر عورة ما زلنا نضاجع بهما أوهامنا ونحبل ظنونا نلدها باليقين الخاطئ و هنا دوماً نتساءل متى نخرج من ثقافة الرأي
الواحد و من زاوية العين الواحدة و من محشر الاتجاه المحسوم
إنَّها العلَّة التي
ولدت عربيةً لا كي تموت بل كي تجعلنا نركب فناءنا و نضرب به أركان دولنا و بقائنا
و مؤسَّساتنا بابتداع التسميات و باقتناص ما نسميه فرصاً و اغتنامها و هي ليست
بفرص بل كيانات زائلة من معتقداتٍ ماهيتها السراب الذي بات أحد أهم أركان وجود
المنطقة القائم على الصراعات
فلا منطقة عربية دون صراعات و قد أمست الصراعات جزءاً
من هويتها الداخلية و الخارجية و هي تدبك دبكة الجهل على ديناميه علي الديك و دبكة
الزوال على مؤخرات فراس الحمزاوي و كيم كاردشيان و جينيفر لوبيز و ربَّما ما
تقدَّم من فنَّانينا و ما تأخَّر في المنطقة بأسرها و حتَّى من إعلاميين و فقهاء و
بعض رجال سياسة و فاسدين خبيثين
بلهاء !!..............
كنت مع عبد الباري عطوان بجولةٍ مع آفاقه التي تكون أحياناً مكدسة بالغيوم
السوداء مما حوله من حصار في مقالٍ له يتحدَّث به عن حجِّ 17 رئيس دولة عربية
بدعوة من عرَّاب الحجِّ الأول إلى كعبات الخضوع و الخنوع و الاستسلام الملك سلمان السعوديّ و هو يقدِّم فروض الطاعة للرئيس
الأكثر عنصرية تجاه دول الخليج قبل غيرها ترامب الذي يحتقرهم بشكل علني و يقول
أنَّ ما لديهم فقط هو المال و عليهم دفع ثمن بقائهم تحت مسمى حمايتهم فأكملت أغنية
"يا جنيف الطالع لا تطلع ... لو نوايا الحل بانت اقشع " !!
و هنا ما
زالت الغيوم تتعالى بحلف الناتو السني المنتظر الذي لم يبشر به عبد الباري عطوان
بل نراه قائماً منذ الأزل و ما زال يبحث عن انطفاءة محور المقاومة الأبدي و عندما
ينطلق عطوان من واقعية سياسية يتحدث بها عن مسؤولية نظام و يدافع عن اصطفافه
المقاوم إنما يتحدث عن مشاعر من الخارج لن تنتابه كما تنتابنا نحن من الداخل
و قد
عرفنا تفاصيل التفاصيل و هو كصحفي كبير يدرك أن الشياطين تكمن في أدنى التفاصيل
فكيف إذا صار ترامب نبياً جديداً يبشِّرُ به الملك سلمان الغادر و لعله سيبشِّرُ
إيفانكا بأنها من آل بيته المتصهين !!!.............
في السياسة ما زالت فنون التفاوض في المنطقة العربية تفتقد إلى مقومات و
أركان الاستقلال و القرار و الكرامة فكيف بأذناب التفاوض المخفية و قد غدت خناجر
مسمومة تطعن كلَّ يومٍ خواصر الدولة السورية و تحاول الوصول إلى قلبها و ما يحزُّ
في القلب استحضار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بعد أن غدا صناعة سعودية أو خليجية مسلوبة المعنى تصدر المعاني المشبوهة
بعد استجلابه من الرياض و اتهام عبد الباري عطوان بقلبه رأساً على عقب من طهران
و هنا نتساءل
هل بات السارق من عبد الباري عطوان داعم المقاومة كالوارث من أبيه في تلِّ أبيب ؟!!
ليست هناك تعليقات