ويكونُ أن يجيءَ، في آخرِ الحُلم، صوتٌ يشبهُ الهمسَ، ليّنًا كالماءِ، عذبًا كنَفْخِ نايٍ، طيِّبًا كنفحةِ زهرةٍ مجهولة:
"الانبعاثُ، أيّها السّادةُ، يمشي على مَهَلٍ، بطيئًا بطيئًا، حبّةً حبّةً، مثلَ انزياحِ ثوبِ الحَريرِ عن أعمدةِ الرّخام، مثلَ التئامِ قطرِ الماء في غيمة.
"والحريقُ، أيّتها السّيّدات، نذيرٌ بالتشقُّق والجفاف. الحريقُ، أيّها السّادةُ والسيّداتُ، هو حشرجاتُ الموت".
ثمّ، حينَ يمّحي الصوتُ عن طيّات الفراشِ والأهداب، سوف تُشعلُ القبائلُ البشريّةُ مواقدَها على أبوابِ خيامها وفوق ناطحات السّحاب، وتسكبُ الماضِيَ المُتخيّلَ على الحاضرِ المُقنّعِ وتقيمُ الولائمَ والألعابَ النّاريّةَ من وهمِ المستقبلِ المشويّ.
وعلى الجدرانِ المسكونةِ بالصّمت، التي سيظلُّ يتناثرُ منها الغُبارُ، ثقوبٌ ومساميرُ وصُوَرٌ فوتوغرافيّةٌ بقلَمٍ من رَصَاص.
|
ليست هناك تعليقات