أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« مقاطعة سويسرية تطرح عملة خاصة بها لتعزيز اقتصادها »



طرحت مقاطعة سويسرية جديدة أمس عملتها المحلية الخاصة بها بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي، في خطوة تأتي انعكاساً للأزمة الاقتصادية الراهنة التي لم تُنعش اتجاهات التنافس نحو الحمائية بين دول العالم فحسب، بل أسهمت في تفشِّي الحُمَّى حتى بين المناطق الجغراقية داخل البلد الواحد.

وتم إطلاق مسمى "فارينه" على العملة المحلية الجديدة، وهو اسم مأخوذ من شخصية سويسرية حقيقية، هو في الواقع صُعلوك باسم جوزيف ـ صاموئيل فارينه "1845-1880"، كان يُزوِّر العملة الرسمية من فئة 20 سنتيم "الفرنك السويسري يُعادل 100 سنتيم، والعشرين سنتيم تُعادل 21 سنت أمريكي" ويوزعها على الفقراء والمُهمَّشين دون أن ينسى أن يأخذ حصة له، وتم تسميته بـ "روبن هود سويسرا".

وتتكون القطع النقدية المحلية من ثماني فئات: 1، 2، 5، 10، 13، 20، 50 و100 فارينه، كل فارينه يُعادل فرنك سويسري واحد "1.05 دولار" وتم طرحها للتداول داخل حدود المقاطعة ابتداءً من يوم أمس، وتم تجنب القطع الورقية الكبيرة الموجودة في الفرنك "200 فرنك و1000 فرنك" لقطع الطريق على المُزيِّفين.

ومنذ الساعة الأولى لإطلاقها، اختار أكثر من مائة متجر، ومقهى، ومطعم، ومحل بقالة، وصاحب سيارة أجرة، وشركة، ومحاسب قانوني، أن يلعب هذه اللعبة، التي تقوم على مبادلة الفرنك بالفارينه وبالعكس، بمعدل مكافئ، لكن ليس في كل البلاد، وليس في الخارج بطبيعة الحال.

وحتى اليوم تم طرح من الفارينة ما يُعادل نصف مليون فرنك، وفي الواقع فإن كل فارينه واحد يتم تداوله هو بمنزلة ورقتي تصويت لمصلحة هذه العملة، الصوت الأول منحه مشتري العملة، والصوت الثاني الذي قبل تسلمها.

والهدف من العملة المحلية أو التكميلية هو تعزيز التبادلات الاقتصادية بين سكان المنطقة نفسها، ما يؤدي إلى تشجيع الاقتصاد والإنتاج المحلي بواسطة عملة يقتصر تداولها على منطقة جغرافية محددة، في هذه الحالة مقاطعة فاليه. وهناك مقاطعات أخرى "جنيف، زيورخ، بازل، فو، وغيرها" تملك هي الأخرى عملاتها المحلية الخاصة بها.

وستتمكن الشركات والمؤسسات التجارية من إعادة استخدام هذه العملة للشراء من شركات محلية أخرى، ما سيسهل أيضاً من المعونة المتبادلة بين القطاعات الاقتصادية المحلية، ويؤدي بالتالي إلى تحقيق قوة شرائية موجهة حصرياً للمقاطعة، حسبما شرح لـ "الاقتصادية" ديفيد دراير، رئيس تجمع اقتصادي في مقاطعة فاليه تبنى الفكرة.

وتعتبر كاتي بيرتوزوز، رئيسة العلاقات الإعلامية في المجموعة، أن العملة الجديدة تأتي استجابة للتحولات الاقتصادية الحالية التي تتميز بالانكماش، مضيفة أن "مَن لديه مزيد من الفارينه، سيفكر في الذهاب إلى حفلة موسيقية أو مطعم داخل المقاطعة لينفق ما لديه من فارينه بدلاً من الذهاب إلى مطعم في مقاطعة مجاورة، وبهذا سيزداد الوعي بالانتماء إلى مجتمع محلي، ويزداد التعاون بين هذا المجتمع".

وأشارت بيرتوزوز، إلى أن للفارينه منفعة متبادلة، فمثلاً إذا اشترت مؤسسة من متجر مجاور، فإنه ستتوافر لديه فرصة كبيرة أن يقوم الأخير بدوره بشراء منتجات منه، بالفارينه أيضاً، وهذه دورة اقتصادية حميدة وإن كانت محلية.

لكن هناك انتقادات لهذه العملة، فهناك مَن يقول إنه ليس بإنزال عملة محلية يتم تنشيط الاقتصاد، بل هناك طرق أخرى كتمديد ساعات فتح المحال التجارية، أو تخفيض أسعار الفوائد على القروض المالية، وهناك أيضاً من يقول إن الأجهزة الآلية لشراء بطاقة قطار، أو حافلة، أو لدفع أجر وقوف سيارة في محل وقوف السيارات لا تقبل هذه العملة ما يعوق استخدامها.

ليست هناك تعليقات