« تركيا هدف لمرمى مدافع الناتو !! » ... بقلم : عبدالرحمن جعفر الكناني*
ما القصد الذي توخاه حلف شمال الأطلسي من وضع صورة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان ومؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك على لوحات تدريب الرماية، بمركز تدريب تابع للحلف في النرويج ؟
هو إهانة لتركيا من دون شك ، إهانة مقصودة، لها أبعاد تتعلق بمكانة البلاد لدى شركائها في حلف الناتو ، ربما تصل إلى حدود الرغبة في إخراجها من هذا الحلف، الذي لم يعد راغبا، بنظام بدأ بتنفيذ خطط التخلي عن علمانيته، ويسعى لإعلاء صرح ديكتاتورية دينية، يحميها تشريع دستور جديد.
حلف الناتور اعتذر .. والاعتذار لا يمحو الإهانة المقصودة، الرئيس أردوغان، فهم أبعاد الرسالة التي بلغت مرماها، مما دعاه إلى رفض اعتذار حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن الحادثة التي وقعت في مناورات بمركز تدريب الحلف في النرويج سحبت تركيا بسببها قواتها من المناورات.
الناتو اعتذر لتركيا عن وضع صورة مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، والرئيس، رجب طيب أردوغان، على لوحات التدريب على الرماية، لكنه لم يبرر وضع تلك الصورتين كهدف للرماية، وطبعا ليس هناك أي مبرر لوضع صورة رئيس دولة ليست خصما أو عدوا، لحلف هي عضو فاعل فيه، وله في أراضيها قواعد عسكرية متقدمة، وقفت فيما مضى بوجه حلف وارشو .
رد الرئيس التركي أردوغان، يكاد يرتقي إلى مستوى القطيعة مع الناتو ، فهو القائل أن “هذا التصرف المسيء لا يمكن العفو عنه بهذه السهولة” !!
وشتم في خطاب تلفزيوني تصعيدي موجه للشعب التركي، شتم حلف شمال الأطلسي ووصفه بـ “الأحمق” و “المنحط ” :
“رأيتم التصرف المسيء في مناورات الناتو الأربعاء، هناك أخطاء لا يرتكبها الأحمق وإنما يفعلها المنحط من الناس فقط”.
تركيا في ظل موقف أردوغان المعلن لا تكتفي بالإعتذار فهو يعتبر أن “هذه المسألة لا يمكن التغاضي عنها بمجرد اعتذار”.
وما هو المطلوب غير الإعتذار ؟
إشارة تأييد “الناتو” في بيان اعتذاره، لاعتماد دستور جديد، يضمن بقاء حزب العدالة والتنمية على رأس السلطة في أنقرة ؟
أم غض النظر عن إجراءات الإعتقالات والملاحقات في عموم تركيا على خلفية الإنقلاب العسكري الفاشل ؟
لكن الناتو قد لا يعتني كثيرا بتلك الأوضاع، فهي لن تؤثر على خططه العابرة للحدود، ولن تغير في الدور المرسوم لتركيا .
أما أن يجعل الناتو تركيا هدفا لمرمى مدفعية جيشه ولو رمزيا، فأن هذا يعني أن أنقرة ترتقي إلى مرتبة “عدو” إرتمى أو يرتمي في أحضان حلف معاد هو دون شك ” روسيا الفيدرالية ” .
أكتفى “الناتو “في برقية اعتذاره بعبارة إن “إساءة حدثت” في النرويج، لكنها إساءة أرتكبت مع سبق الإصرار والترصد، لها مقاصد أدركها “البلاط العثماني” حتما.
* عبدالرحمن جعفر الكناني – رئيس هيئة تحرير جريدة الأمم .
ليست هناك تعليقات