أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« زائرةٌ ذات مُنتصفِ ليلةٍ باردةٍ » ...قصة بقلم : عطا الله شاهين



   « زائرةٌ ذات مُنتصفِ ليلةٍ باردةٍ »
    بقلم : عطا الله شاهين  
   6/1/2018
  


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     6/1/2018


لم أتوقّع مجيءَ تلك المرأة ذات ليلةٍ كانتْ شديدة البرودة، أذكر بأنني كنتُ حينها أشاهد فيلما باللغة الروسية.. رياح قوية كانت تهب على المنطقة نت أسمع صفير الرياح من خلف نوافذ بيتي .. ففي تلك الليلة لم يأتني النوم، وبقيت ساهرا، لأنني كنت قلقا على غير عادتي، ربما بعض المشاكل سببت لي بعض القلق.. وعند منتصف الليل سمعتُ طرقا على باب منزلي الذي كان يقع على أطراف المدينة، ولم أتوقع أن يأتيني أي أحد، لا سيما في ليلةٍ باردة وعاصفة، فتوجّهت صوب الباب، وقلتُ من يدقّ الباب؟ فردّت امرأة بصوتها الناعم، وقالت: ألا تعرفني أنا تلك التي اشتريتَ منها في الصيف الماضي سمكا من السوبرماركت.. فقاطعتها، وقلت لها وماذا تريدين؟ وما الذي جعلك تأتين في هذه الليلة الباردة؟ فقالت: يبدو بأنك نسيتَ، فأنت أقرضتني مبلغا من المال، حينما ابتعت مني السمك، فقلت لها: لقد نسيت الموضوع، فهو مبلغ صغير ولا يحتاج أن .. فردت هل سنظلّ نتحدث من خلف الباب، فقلت لها كلا، وفتحتُ الباب، وكانت ترتجف من شدّة البرْدِ، فأجلستُها في الصالون المكركب كعادته بأوراقي كتبي المبعثرة، وأشعلتُ المدفأة، وناولتها كأسا من الشاي.. وبعد أن شعرتْ بدفء عادي، راحت تقصّ لي عن وضعها، وبدتْ قصتها محزنة، حينما قالت لي بأنها امرأة مطلقة، فقلتُ لها: أتدرين بأن العاصفة وصلتْ.. ويبدو بأنك لن تستطيعين العودة، فصمتتْ.. فأدركتُ  بأنها تريد السهر، لكن الرياح اشتدت في هبّها، وبدأت قطرات المطر تبلل زجاجَ نوافذي، فقالت فعلا العاصفة وصلت، ويبدو بأنني سأظلّ عالقا هنا، فقلت لها: سنظلّ ساهرين ونتحدّث عن كل شيء، وراحت تعدّ قهوةً.. فزائرة منتصف الليل كانت رائعة، لأنها لم تكن كما تخيلتُ بأنها امرأة جاهلة لكنها بدت محترفة في الحبّ، ورغم صغر سنّي في ذاك الزمن، أي قبل لأكثر من  ثلاثة عقود، عندما كنتُ أدرس في بلدٍ أُناسه طيّبون، إلا أنني تفاجأت من دفءٍ مجنون كان يأتي صوبي في العتمة، لا سيما من الكلمات المجنونة عن الحُبّ، رغم صرير الرياح التي كانت تشوّش علينا...



  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات