كعادتِها، هي تشربُ القهوةَ المُرّة كي تُخفّفَ من كثافةِ الشّهد في شفتَيْها، وتفتحُ الصّباحَ بلوزِ عينَيْها. أمّا قهوتي فتصير حلوةً فوق اللّزوم كُلّما مسَّها الرّخام.
قالت، تحتَ رائحةِ الكستناءِ الصّاعدة من نارِ اللّيلةِ الفائتة:
"في الجبال البعيدة، تتساقطُ القلوبُ الطّيبة ثلجًا ناصعًا. أمّا هنا، ما يزالُ يسكنُ البَرْد. فتعالَ، إذن، نكنسُ الصّقيعَ بومضِ جمرتَيْنا.
وقلت، في غفلةٍ تشبِهُ النّوم:
الأرضُ كرةٌ شبهُ مستديرة. سيستغرقُها ملياراتُ الأعوام وسبعةُ أيّام ودقيقتان، كي تدخلَ في شِباكِ مجرّة أخرى. عندئذٍ قد نعثرُ على شمسٍ أخرى تحرسُ نهاراتِنا وتبدّدُ العتمَ.
قالت: دعْكَ من ساعةِ الجدارِ وإيقاع النّجوم. فحتّى ذلك الحين، تعالَ نُحبُّ حتّى الاشتعال.
|
ليست هناك تعليقات