عند تجمع موظفي الدوائر الرسمية في المنتديات الثقافية يكون الحديث السائد عن ظاهرة " الاضطهاد الوظيفي" هذه الظاهرة المستشرية والتي تحز في نفس الموظف وبالاخص الذي يحمل من الكفاءة العلمية فضلاً عن سنوات خدمته وبالتالي يتفاجأ بترشيح موظف لايزال يعمل بعقد ولا تتعدى سنوات خدمته السنة او السنتين معتمدة تلك الترشيحات على مبدأ وسياق عملاً مبني على " المحسوبية والمنسوبية" .
فعند ايفاد الوزير لاية وزارة ما على سبيل المثال فلا بد ان يدرج معه حاشيته وممن يعملون معه في المكتب وهذه ليست لسفرة واحدة فحسب وانما على مدار السنة حيث تعاد الكرة بنفس الاسماء !!في حين لدينا كم هائل من الكفوئين المبدعين العراقيين ولكافة الاختصاصات والمجالات ما وراء الكواليس يعملون بصمت !
نعم بصمت ! حيث لفت انتباهي عند زيارتي لاحدى الوزارات موظف يعمل بأجتهاد ووجدت عبارة معلقة في جدران غرفته " اعمل بصمت ودع عملك يتكلم " .
وبعد ان أتم عمله وانجاز معاملتي ، اثارني الفضول بسؤالي له عن العبارة فأجابني وبنفس عميق فيه من الآه والألم عن تهميش دور الموظف المخلص وعدم اكتراث المسؤولين في تلك الوزارة لتقييتم جهود المتميزين والمثابرين في العمل الوظيفي .
هذا المشهد واحد من مشاهد صورية موجودة على ارض الواقع لبعض الوزارات والدوائر الرسمية ، إذاً اين مبدأ " العدالة " ؟ واين مبدأ " العقاب والثواب " !؟ وكيف نعالج موضع الفساد لتلك الظاهرة !؟
فلا بد ان نوجه رسالتنا الى السادة المسؤولين وتذكيرهم بقول الرسول محمد "ص" " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " . إذاً هنا يأتي " مفهوم ثقافة النزاهة " وكيف لنا اشاعتها لدى شرائح المجتمع العراقي ، فلا بد من اقامة ورش تتحدث عن تلك الثقافة وهذا يأتي بتعاون حقيقي ما بين هيئة النزاهة مع الدوائر ومنظمات المجتمع المدني .
وأخيراً للاعلام دوراً اساسي ومهم في أرساء ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف بشتى انواعه ، والاضطهاد الوظيفي هو واحد من انواع العنف الممارس بحق الموظف ، وليكن شعارنا الحقيقي التقويم والاصلاح لبناء العراق الجديد الخالي من الفساد .
ليست هناك تعليقات