أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« وباء المخدرات 2-5 » ... بقلم : د. طلال العلي



 « وباء المخدّرات 2-5 »  
  بقلم :  د. طلال العلي
  26/1/2017


« مجلة منبر الفكر »   - د. طلال العلي


في تقرير صادم لهيئة الاذاعة البريطانية عن انتشار المخدرات في الولايات المتحدة الاميركية، تبين أن الادمان على المخدرات الخطرة، وبخاصة الهيرويين والمخدرات الشبيهة به من حيث التركيب الكيماوي والتأثير في الجهاز العصبي،

أصبح بمنزلة وباء يجتاح العديد من المدن، بل والقرى الأميركية، وان الألوف من الاشخاص يفقدون حياتهم سنويا نتيجة الادمان، كما يفقد الملايين مصادر دخلهم وتدمر حياة ألوف الأسر.

ولعل من أهم ما جاء في هذا التقرير هو أن اللقاءات التي أجريت مع المدمنين أوضحت أن الصورة الذهنية النمطية عند الحديث عن المخدرات لا تنطبق عليهم بأي شكل من الاشكال، حيث ان أغلب من تمت مقابلتهم كانوا شبابا وفتيات بيض البشرة يبدون بصحة جيدة ومن أسر متوسطة الحال،

بل وأغلبهم كانوا متعلمين. أحد الذين تكلموا عن تجربتهم الشخصية مع الادمان كان يعمل طبيبا استشاريا وقد أدمن مسكنات الآلام الطبية بعد أن وصفت له بشكل رسمي وذلك لتخفيف آلام العظام التي انتابته نتيجة لحادث تعرض له. ليجد نفسه مدمنا على تلك الادوية بحيث أصبحت حياته تتمحور حول المادة المخدرة حتى دمر الادمان حياته وأسرته وعمله وجعله أسيرا للتعاطي.

وقد احتاج الى الكثير من الجهد والدعم والوقت لكي يتعافى من الادمان وتحول الى أحد الاشخاص الفاعلين في مكافحة الادمان ومشاكله مستفيدا من تعليمه ودافعيته الناتجة من تجربته الشخصية.

التقرير كان جريئا للغاية في طرح المشكلة وبيان ابعادها، كما ان أغلب المشاركين من مدمنين ومدمنين متعافين وأفراد أسرهم كانوا صادقين جدا وأمينين في وصفهم لتجاربهم الشخصية وما مروا به من معاناة وتوضيح خطر المخدرات، وقاموا بشرح تجاربهم الشخصية من دون ان يحاولوا ان يظهروا بصورة الضحية او ان يبرروا ما قاموا به،

حيث كان الغالب على المشاركين الاعتراف بالخطأ ولوم الذات. تضمن التقرير العديد من المشاهد الصادمة لأشخاص في اوضاع مزرية نتيجة للتعاطي، كما عرضت مشاهد لإخراج جثث أفراد من منازلهم فقدوا حياتهم نتيجة الجرعة الزائدة وما تعرض له اهلهم من معاناة وألم.

وباء المخدرات ليس مقتصرا على الولايات المتحدة، بل تعاني منه كل المجتمعات الانسانية، وإن كان بدرجات مختلفة. ففي إحصائية صادرة من مكتب الامم المتحدة للجريمة والمخدرات جاء أنه فى عام 2012 فقد حوالي مئتي ألف إنسان حياتهم حول العالم بسبب المخدرات، كما أنفق ما يقارب من مئتين وخمسين مليار دولار على علاج المدمنين في ذلك العام فقط.

(يتبع)  الجزء الثالث « وباء المخدرات 3-5 »
راجع الجزء الأول « وباء المخدرات 1-5 »

د. طلال العلي



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات