أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

وردٌ وزهرٌ ومرايا ... بقلم: فريد غانم



 وردٌ وزهرٌ ومرايا    
   بقلم :   فريد غانم
  أدب
  8/1/2017




(1)

تتناسَلُ الوردَةُ في المرايا،
لكنَّ شذَاها يظلُّ وحيدًا،
في الجهةِ الوحيدةِ التي تنامُ وتقومُ فيها الرّيح.

(2)

الوردةُ أمامَ المرآة؛
حينَما تقطُفُهَا يَدٌ، تموتُ وردَتان،
وتذبُلُ مرآةٌ واحدة.

(3)

الفَراشةُ التي تحطُّ 
فوق الوردَةِ الباردةِ في المرايا،
معرّضةٌ للزّكامِ
وعَمى الرَّوائِح.

(4)

في اللّيل الخام؛
أهي العتمةُ التي تسكنُ في المرآة،
أم أنَّ الوردةَ تفرُّ منها 
نحوَ النّافذة؟

(5)

الوردةُ  الواقفةُ  في ماءِ النّهر
ألوانٌ مائجة.
الوردةُ الواقفةُ في  المرآة
شذَى اللّاشيء.

(6)

الوردةُ المحبوسةُ في المرآة
تخسرُ عطرَها. أمّا الشّوكةُ،
فتستلُّ سيفَها.

(7)

حين تُلقي زهرةُ "لا تنسَني"(1) نظرةً في المرآة،
تسألُ نفسَها: ما اسمي؟

(8)

زهرةُ أُذنِ الفأرِ(2) التي تناثَرَ ظلُّها الأزرقُ في مرآتي؛
في اللّيلِ عشّشَت في حلُمي،
وأكلَتِ الوِسادة.

(9)

حملْتُ الحقولَ إلى غرفة النّوم.
في  المرآة، رأيتُ شقيقةَ نعمانٍ
تُزهرُ على بطولة قديمة
وجرحٍ ما يزالُ مفتوحًا.

(10)

حين اتّكأتُ على عصا الرّاعي،
أخذَتِ المرآةُ لونَ البراءة
وسمعتُ صوتَ أجراسٍ وثُغاءَ حَملٍ.

(11)

كلّما جلسَت وردةُ الجوري أمامَ المرآة،
تقومُ دمشقُ من نومِها
وتمشي على جراحِها.

(12)

الوردةُ السّوداءُ تصمتُ في النّهار،
وتتزركشُ في المرايا،
أثناء اللَّيل.

(13)

حينما تستحمُّ السّوسنةُ في المرآة،
تورقُ قصّةُ حُبٍّ كنعانيّة،
وتنطلقُ الأناشيد.

(14)

وردةُ الجوري، حين تنظرُ في المرآة
تحمرُّ وجناتُها.
الياسمينةُ، حين تنظرُ في المرآة،
يسقطُ الثَّلجُ في غرفةِ النّوم.
والزنبقةُ، حين تنظرُ في المرآة،
يتثاءبُ الفَجْر في الفِراش.

_______________
هامش:
(1) و(2): زهرة "لا تنسَني" (forget me not) هي نفسُها زهرة "أذن  الفأر". ولها أدوار في  الكثير من الأساطير.
.


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات