أكتب بحروف الجمر أشعاري
وكلماتي من رمضاء الصحاري
ومن قاع البؤس الاضطراري
أكتب للشحاذين
ومتسكعي الطرقات
والنائمين في العراء
والجائعين
والمسحوقين
والمظلومين
وأسب السلاطين السفهاء
وأصحاب السلطة الجائرة
والجشعين
والفاسدين
والمتاجرين بالله
صباح مساء
وكل أيام الأسبوع
وحروفي كالثعابين
تطوق أعناق الجبناء
وتلدغ أجساد الدجالين
وبائعي الأوهام
والسابحين في عفن المجاري
تقض مضاجعهم
بالكوابيس المرعبة
حروفي كالجراد الأصفر
تعري أجسادهم الوقحة
من أوراق التوت
وتلتهم أعشاب الطفيليات
فلا تبقي ولا تذر
بالحرف أنتقم وأتحداهم
وأنشر قبحهم
على قارعة الطريق
وأنتم الساكنون القصور
وتحيط بكم جحافل العسس
ليضحك من سخفكم البائسون
وينتشون
فلماذا برب الكعبة
أنتم خائفون
ومما أنتم وجلون هائمون
وترتعدون
ولا تنعمون ببهاء الحياة
وفي دهاليزكم منفيون
فالجوع الكافر يقتل
المشردين ظلما
ويقتلكم الخوف ونصل
كلمة حرة ثائرة
بالكلمة أرجم خطاياكم
فتتحول غنائمكم إلى المزبلة
وتاريخكم إلى أضحوكة الزمان
يا أيها المنافقون
المتكالبون على متاع الدنيا الزائفة
والراكضون خلف السراب
ألم تشبعوا من لحس القصاع
ولملمة العطايا والحشايا
والمتاع
وبالكلمة وحدها أتحداكم
فهذه الصحراء أمامنا
فلنتواجه كالرجال
بعيدا عن لغة الرصاص
والإرهاب
وإن مت يوما
فحروفي لا تموت
وكلماتي لا تفنى
وشرفها أن تقاوم وتتحدى
الطغاة والجبابرة.
مزهر أخضر
وفي عينيك تـافل النجوم
والمجرات
وتلتقي البحور
والأنهار
ومركبي بين أمواجها
الهادئة يبحر
سامحيني حبيبتي
إن غفلت يوما
ولم أقل لك أحبك
فبوح الرجال تجبر
واعذري لي حماقاتي
وشقاوتي
فالطفل في داخلي
لم يكبر ولم يتغير
ليست هناك تعليقات