أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« مفاهيم غربلة عولمية...جلباب الدين، منبرية السياسة » ... بقلم : ايمان عبد الملك


 مفاهيم غربلة عولمية...جلباب الدين، منبرية السياسة
  بقلم : ايمان عبد الملك
   11/1/2018
 كاتبة لبنانية


« مجلة منبر الفكر» ايمان عبد الملك       11/1/2018


 الاله مصدر الدين والبشر مصدر السياسة ، لكن الدين يدفع ضريبة خطأ في الفهم وخلل في الاداء، رغم ايماننا بانه يشكل الوعي والثقافة والهوية والايمان وكل القيم النبيلة التي تعتمد على الصدق والمبدئية والحكمة والواقعية ،فهو منظومة  العقائد والاخلاق والاحكام  التي تحدد علاقة المخلوق بالخالق وعلاقة الانسان بأخيه فردا ومجتمعا وعلاقته بالطبيعة والكون.

فيما السياسة ترعى الشأن الاجتماعي وتعتبر من القضايا الكبرى في خدمة الانسانية واحكامها غير المحتكمة ببعض الاساليب والظروف ، حيث التجربة  معرضة للخطأ والصواب ، الحق والباطل على حد سواء ، لكن من الصعب ان نتخذ الدين  كوسيلة سياسية سهلة وسريعة ، تكون مبررة لدى البعض للوصول الى مكاسب دنيوية تحت غطاء شعاراتي قد لا يمت للواقع بصلة ولا يستند الى منظومة اخلاقية حقيقية في بعض الاحيان ، سيما من يتاجرون ويتخذون من الدين وسيلة لتحقيق الاهداف الشخصية دون عناء ، فالدين ارقى من أن يتخذ وسيلة واداة للوصول الى المركز الذي نطمح له .

الاشكالية ليست في الدين والسياسة أو اعادة ترتيب الكلمتين ، الاشكالية الحقيقية تكمن في فشل الفهم الحقيقي للمعنيين خاصة حين  نلمسها في العادات والموروثات الخاطئة الموجودة داخل ثقافتنا ، فعندما نتخذ  الديمقراطية كمبدأ مشروع من خلال فرض وجوب الالتزام بالعقود والمواثيق لكونها شرطا للسلام الاجتماعي،علينا اتباع الدين كشأن شخصي  له تأثيرمعين على الشأن الذاتي او ما يتعلق بالاخر ، كذلك تحديد الفرد لعلاقته بربه، أو تبنيه للعقيدة التي يختارها، ويلتزم بلوازمها.

يشكل الدين الثقافة والهوية للافراد والمجتمع ، ويوفر القدرة القوية للبذل والعطاء والتضحية لأجل القيم والأخلاق النبيلة وضمان لحرية النفس واستقلالية الاوطان، يحّرم من الفساد والاستبداد والظلم ،متناقض مع المكاسب،المطامع ،الانانية والانتهازية ، لكنه احيانا" يدفع ضريبة خطأ الفهم وخلل في الاداء لمن يتستروا بالقدسية ويطرحوا رؤيتهم الدينية ويعرضوها على الافراد بقوة الاقناع ويفرضوها على الآخرين بالقوة من خلال مصادرة المساجد والاعتلاء على المنابر لفرض سلطتهم وافكارهم المبتذلة وهذا ما  يجرجر الدين لخدمة السياسة  .

ينتشر الخطاب الطائفي الذي يغزي الفتنة فيما بين الشعب الواحد ويحصل على دعم مادي ومعنوي وأمني، لا يكون  أحيانا" على مستوى محلي بل على مستوى أقليمي ودولي يستباح من خلاله الدم ويبرر قتل الآخر وقمعه، يمنح شرعية الحكم وشرعية القمع في آن واحد ، يدفع ثمنها الفقراء والمستضعفين ،ويكون ذلك استخدام السياسة للدين يمثل الظاهرة اكثر رواجا ببلداننا في العقود الاخيرة .

المحاولات الحثيثة الدؤوبة المحترمة للوصول الى المناصب الدنيوية ، ضمن حركة ذات خطة مدروسة مسبقة تملك مرونة التكيّف مع التغييرات، تعتمد على الصدق والمبدئية والحكمة  والواقعية ، تتطلب منّأ المزيد من المرونة لمعرفة الاشياء وتحليلها بشكل عقلاني وموضوعي. ان ما نحتاجه ليس تحرير السياسة من الدين ، انما تحرير الدين من قبضة السياسة ، خاصة حين يستعمل في تبرير القمع والقتل والفساد ، لان السياسة جزء من الدين اذا احسنا استعمالها بمنهج توفير للانسان حقه في العيش الكريم ، وعدم المفارقة ما بين الافراد ، يحكم بالعدل بعيدا عن الظلم والاستبداد .من خلال تقبل النظام القوي المعافى الذي يحرص على حماية شعبه وصون ارضه ، التغلب على النظام المريض والفاسد والعمل على انقاذ ادارة مجتمعاتنا بالشكل الواعي والصحيح وحماية بلادنا المنكوبة


  اقرأ المزيد لـ ايمان عبد الملك


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات