أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« حرّاس الفضيلة " » بقلم : أسيل عبدالحميد أمين



  « حراس الفضيلة »
  بقلم :  أسيل عبدالحميد أمين
 29/1/2017


« مجلة منبر الفكر »  أسيل أمين  الكويت 29/1/2017


بين فينة وأخرى يتحفنا من ينصبون أنفسهم أوصياء على المجتمع وحراساً للفضيلة بتصريحات وممارسات، قد تكون إرضاءً لجماعاتهم، يشغلون بها المجتمع عن المشاكل والقضايا المصيرية المهمة، تارة عن ملابس مطربة غنت وأبهجت الناس في مجمع تجاري، وتارة أخرى عن حفل موسيقي ازدحم له المسرح وفاضت مقاعده بالجمهور، ووصل بهم الأمر إلى مناكفة شجرة كريسماس بلاستيكية في جمعية تعاونية بداعي حماية الدين الإسلامي، وصون العادات والتقاليد! هم لا يؤمنون بالاختلاف والتنوع والتعددية، ولا مكان للقبول والتعايش المشترك لديهم، يريدون أن يكون المجتمع بلون واحد وشكل واحد، ومتديناً على طريقتهم المتشددة الساعية إلى انغلاق المجتمع على نفسه، وإلى زرع ثقافة الموت وغرس الكآبة واكفهرار الحياة.
رعاية الدولة للفنون والثقافة والآداب تطبيقاً للدستور. في حين يوجد من يستغل قنواته الدستورية كنائب في مجلس الأمة لمحاولة عرقلة المسيرة المضيئة والمشرفة للحركة الثقافية في الكويت، التي ازدهرت في السنوات الأخيرة بفضل القائمين على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وغيرها من المؤسسات الراعية للثقافة في الكويت، مثل مركزي اليرموك الثقافي والأميركي بإشراف دار الآثار الإسلامية، ولوياك التي أثمرت حديقة الشهيد بأنشطتها وفعالياتها، ومن الجمعيات رابطة الأدباء الكويتيين، وأخيراً مركز جابر الأحمد الثقافي الذي يشمل دار الأوبرا.
هذا الحراك الثقافي الذي ينمو ويزدهر في الكويت ثانية صار لأفراد المجتمع من خلاله متنفساً يومياً، وأماكن ممتعة للترفيه وقضاء الوقت بما هو مفيد في آن واحد.
ان الأدب والفنون والموسيقى غذاء للعقول وتهذيب للنفوس، وانفتاح على ثقافات الشعوب والدول الأخرى. كما تسهم في غرس التآلف والمحبة والتعايش بين شرائح المجتمع المختلفة وأطيافه، وبين المجتمع وغيره من مجتمعات العالم.
المجتمع الكويتي، الذي عمل رجال الصحوة منذ عقود على كتمه وتعليبه في صناديق أفكارهم الرطبة والمعتمة، ورص أيامه وحياته في أدراج فتاواهم وممارساتهم المتشددة والضيقة، المجتمع الكويتي حاله حال شعوب العالم متعطش للحب والسلام والفرح. نلامس ذلك بتهافت الناس على حفلات دار الأوبرا وغيرها من الأنشطة الثقافية والترويحية مما ذكر آنفاً.
المجتمع الكويتي متدين بطبعه ولا يحتاج وصياً على فكره ولا حارساً على أخلاقه. ومن المرفوض أن تتهم وتختزل كل هذه المجهودات الجزيلة والباهرة والساعية الى دعم الثقافة في الكويت بكلمات مسيئة مثل «مجون ورقص وقبلات»!
كل الشكر للمسؤولين والقائمين على هذه المؤسسات الثقافية. ونأمل أن تستمر وتزدهر وتنمو أكثر لتعيد إلى الكويت وجهها المشرق الباسم، مانحة المجتمع فكراً مستنيراً وانفتاحاً على الحب والحياة والعالم.

أسيل عبدالحميد أمين
المصدر: القبس


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات