أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

رواية « رحيل العوسج للكاتبة أحلام أبوعساف » ... تقديم : هيثم عساف



  رواية « رحيل العوسج للكاتبة أحلام أبوعساف »
    تقديم:هيثم عساف
   6/12/2018


« مجلة منبر الفكر »
هيثم عساف         6/12/2018


لم تطل أحلام أبو عساف على مجتمعها من زاوية وردية ، إنما كانت فرداً فيه و منه تنظر إليه من زوايا متعددة و تمد بصرها هنا و هناك لتلتقط بعين واعية ما تريد منه ، فتتفاعل بما تراه ، تتألم و تحزن و تستبشر ، تحلم و تتمنى ،

و هذا القرب من الواقع ميز كتاباتها و أضفى عليها طابعاً إنسانياً عالياً ، فقدمت في رواياتها الواقع الاجتماعي المضطرب بأسلوب حديث ، أو يمكن أن يُطلق عليه الواقعية الحديثة ، لأنها تمكنت من فهم أساسيات المجتمع المحيط بها و اتجاهاته ، الظاهر منه و الخفي و تمثل برؤية صادقة و إبداع فني و كأنها تقول : " إن الحياة تصنع تاريخها في مقياس الزمن دقيقة تلو دقيقة ، فلماذا لا يكون الفن الأدبي مصنوعاً على مثال الحياة "

و دائماً يلحظ من يقرأ للكاتبة أحلام حضور الإنسان فيها بقوة يقيناً منها أن تحرير المجتمع لا يكون إلا بتحرير الإنسان رجلاً و امراة ، فسعت جاهدة و لا تزال تسعى إلى تلمس مواجع الناس و مثالب العادات ظناً منها بأن الكلمة الصادقة تستطيع أن ترسّخ قيماً و تهدم أعرافاً تعيق التطور و الطموح مما يدل على أن كاتبتنا انحازت قي ذلك إلى الذين يقولون عن الأدب إنه يستطيع أن يغير البشر و ما يشكلونه من مجتمعات ،

و بلا شك فالاصرار على الارتقاء بالمجتمع من خلال الكلمة المخلصة و النقد الذي يروم الاصلاح و البناء سيؤتي أكلاً طيباً مهما طال الزمن

و كنا نجد أن الهم الخاص في كتاباتها يتوارى ليفسح المجال لـ الهم العام فقد عايشت عالماً متنوعاً في همومه وسيئاته على قلتها كما عايشت التفاصيل المشوهة للعلائق الانسانية ،

فهي تعرف أن بعض الناس يبيتون على حلم و يصبحون على أمل و ينتظرون ما لا يجيء ، و مع ذلك تحاول أن تبعد اليأس عن قلوبهم فتمنحهم أملاً يجهلهم يقتنعون بأن ما ينتظرونه لا بد سيجيء .

 الروائية الكاتبة: أحلام برجس أبو عساف ..
امرأة خمسانية من محافظة السويداء. في سوريا..تعرّف عن نفسها..
 بأنها أنهت خدمتها التعليمية كمديرة لمدرسة ابتدائية  .
فهي تقول :
أخيراً وجدت ضالتي بين الكتب. ومصممة أن أحفر اسمي بين الكتاب العالمين. 
فصدر لها رواية منذ سنتين بعنوان / ظمأ ..امرأة/ وقد نفذت الطبعة الأولى  من السوق،  وتحضر الآن للطبعة الثانية..
و هذا العام احتفلت بتوقيع رواية ثانية بعنوان / رحيل العوسج/ .

والتي نحن الآن في صدد التحدث عنها ...حيث تناولت قصة حياة فتاتين.خولة وهاجر.. جمعتهما السياسة لتكملا طريق النضال من أجل وطن معافى.

طرحت الكاتبة تساؤلا مهماً :
- هل يجوز للمرأة العربية أن تضحي بجسدها من أجل الدفاع عن هذا الوطن . من غير أن تطالها الألسن بسوء. هذا كان طريق خولة في مفهومها لرسالة الكفاح .أما صديقتها .فقد اختارت في لحظاتها الأخيرة طريقاً آخر .طريق السياسة والأدب

وقد قامت بتوثيق تلك الرحلة الشاقة ..أحداث كثيرة تناولتها الرواية خاضت شخوصها من نساء ورجال، كافة صنوف الحياة بمرها وحلوها.كما تركت الكاتبة النهاية للقاريء لكي يختار طريقه الذي يشابه تلك الاختيارات الصعبة، في زمن يلغي هوية الفرد ليصبح آلة صماء، في زمن تحول العالم فيه إلى قرية صغيرة ...

فضّلت دائماً أن يكون صمتها عميقاً لتبعد عن تسطح الفكر و تدخّل حالتها متستمدة عمرها من وحشة التجربة و قسوة العيش ، صنعت دربها لتمشي عليه و هي ليست آسفة أو نادمة عما فعلت .

و كانت قد قطعت الامتحانات الصعبة بوطنها الأم سورية و أكملت بغربتها في فنزويلا و خرجت متوازنة واثقة و يحق أن نطلق عليها تسمية كاتبة الكبرياء فلم تفتش عن مصلحة ما لتحققها التواءً و ما تراجعت عن ثبات موقفها لبرير فعل و ما دخلت السراديب بحثاً عن أضواء الزيف و ما انحنت لإغواء ما ،

و أعطت الحياة الحياة حقها ، بالوفاء و أخذت مابعة مسيرتها بعنفوان الأنثى المتكاملة و هي تفهم معنى وجودها كما ينبغي جمعت هذه الصفات و مضت فيها غير مساومة ، و لا متنازلة  ، لا تقبل الادعاء و لا تريد الكتابة إلا خلاصة مشاعرها و التعبير عنها و لم تنتظر يوماً المديح الفارغ و لا الثناء الأجوف و هي بقرارة نفسها لا تحتاج لمثل هذه الأمور لأن من يعرفها يدرك هذا و تدرك هي الأخرى أن الأفكار التي تثير العاصفة تُحمل على جناحي حمامة و كتاباتها بلون البياض ترفرف و بداخلها عنف الحقيقة

و ختاماً نقول :
لا تسأل المدمن عن أسباب إدمانه و لا تسأل الكاتب لماذا يموت مرتين
إنها ولادة مجهولة المصدر و الهوية ، بل هي احتلال يقبض على أوردة النفس و يسوقها في متاهة بين الظلمات و النور ، مرة يقبض على الجمر و مرة اخرى يقبض على شيء آخر ... هكذا هي الكاتبة الأديبة أحلام أبو عساف

هيثم عساف


 اقرأ المزيد لـ 


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات