قد يستطيع الإنسان أن يُحوّلَ السلبيات التي حوله من ظروف أو أشخاص إلى أرقام أو فوائد يبني على أساسها قرارات وتصنيفات تؤهّله للقفز فوق الأحداث والأشخاص في سبيل خدمة مشروعه، ولا يستطيع فعل هكذا قفزة نوعية إلاّ صاحب قضية وهدف ومعرفة.
فإنّ أكثر ما يُعطي الإنسان تلك القيمة للحياة وللوجود هو أن يكون له هدف فيهما، ويبحث لحياته و وجوده عن معنى تتحوّل معه أي معاناة من كَونها قهر شخصي إلى أرقام أو محطّات يمرّ خلالها الإنسان عابراً طريقَ العمق إلى الإنسانية.
الإنسان بحاجة لهدف كي يكتشف ذاته ومكنوناته وقدراته أيضاً. قد يُبحِر أكثر في الإكتشاف حين يكون أمام جهد لتحقيق هذا الهدف. لكن سَعيه للهدف بلا قضية - إنسانية بالضَّرورة - هو سَعي مادي، ولا أقصد بِمادي هنا أي اقتصادي؛ بل هو سعي Materialistic دنيوي آني ولا يُشكّل تلك الحالة من الوجدانية الوجودية والتي تقوم على أساسها روح الإنسان.
وفي ظلّ هذا البحث؛ يبقى الإنسانُ كائناً باحثاً عن الحب، وهو البوصلة التي تُحكّم اتّجاهه في قضيّته الإنسانية والتي سيُخرج معها نفسه وأفكاره وهدفه من الخاص إلى العام مُتجاوِزاً كُلَّ المحطّات.
أن تكونَ بلا قضية؛ يعني أن تكونَ حياتُك وسَعيُك بلا معنى قِيمي.
-----------------
ريم شطيح -
كاتبة سورية
ليست هناك تعليقات