« لماذا يتبخر الماء في درجة الحرارة العادية ؟ »
هل تركت من قبل كوبًا من الماء ولاحظت بعد فترةٍ أنّه ينقص بالرّغم من عدم استخدامك له؟ نَعلم جميعًا أنّ الماء يبدأ بالتّبخر عند الاقتراب من درجة الغليان وهي 100 درجةٍ مئويّةٍ، إذًا لماذا نقصت كمّيّة الماء في الكوب؟
إذا نظرنا إلى الماء على المستوى الجزيئيّ سنلاحظ أنّ الجزيئات تتصادم مع بعضها البعض وتتزاحم من أجل الحصول على موقعٍ متزّن. إذا كان هناك الكثير من بخار الماء في الهواء فإنّ جزيئات الماء ستتدافع نحو السّطح وتلتصق به، وهذا يفسّر تكثّف الماء حول الزّجاجة الباردة إذا وُضِعت في جوّ رطب.
أمّا إذا كان الهواء جافًّا، أي لا يوجد به الكثير من جزيئات الماء فإنّ الجزيئات الموجودة في الكوب ستتدافع نحو الأعلى وتلتصق بجزيئات الماء الموجودة في الهواء، وهذا ما يُعرف باسم ظاهرة التّبخير، وإذا كان الهواء جافًّا جدًّا فإنّ كمّيّة الجزيئات المُتصاعدة إلى الهواء ستكون أكبر بكثيرٍ من تلك الّتي تنزل من الهواء نحو الماء الموجود في الكوب، وعلى هذا المنوال ومع مرور الوقت سيقلّ منسوب الماء في الكوب تدريجيًّا.
القُدرة الّتي تسمح لجزيئات السّوائل بالاندفاع نحو الهواء تُسمّى الضّغط البخاريّ vapor pressure وكلّ سائلٍ لهُ قيمةٌ مختلفةٌ من هذه القدرة. سائل الأسيتون مثلًا أو الكحوليّات بشكلٍ عامٍّ لها قيمةُ ضغطٍ بخاريٍّ كبيرةٌ جدًّا وبالتالي تتبخّر في الهواء بسرعةٍ كبيرةٍ وبسهولة،
أمّا سوائلٌ أخرى مثل الزّيوت مثلًا فلها ضغطٌ بخاريٌّ منخفضٌ وبالتّالي من الصّعب أن تتبخّر في درجات الحرارة العاديّة. من الجدير بالملاحظة أنّ درجات الحرارة تقوم برفع قيمة الضّغط البخاريّ وبالتّالي فمعظم السّوائل تتبخّر بسهولةٍ عند رفع درجة حرارتها.
ليست هناك تعليقات