أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« هدأةٌ صيفية » ... بقلم : عطا الله شاهين



    « هدأةٌ صيفية »
    بقلم : عطا الله شاهين  
   22/1/2018
  


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     22/1/2018


ظلَّ هنالك يخطو في عتمة الليل بمفرده، مقصده نور خفتَ في السّطع، غضّ الطّرف عن غولِ الليل في جوّ صيفي حارّ ونتُونة ساحة غريبة. كانتْ النّتانةُ عفنةً جدا، لكنّها ظلّتْ تستفسره عنْ التّكيّف، والجادّة على ما يبدو بعيدة جدا، وليس في ذلك مفرّ من إنهاءِ الجادّة، خطا عدّة خطواتٍ إلى الأمام بعيدا من هنا، وفي عقلِه الكثير عنْ التي كان يعشقُها يستخبره الحسّ المبحوح عن عاشقته، فيردّ بتمهل، وقد أراعه الأمر أيّها الماضي المغمّ، ألا تبارحه بعيدا، وتهبه نزهةً للتّكيّفِ مع الحاضر. قصصُ الكوكب المنتزع تظلّ تباغته، تُحوّله وتهبه تطلعاً كاذباً، وغولُ الأجَمَة يترقّبُ الوقتَ المناسب للهجومِ، على مهلكَ أيّها المجرم على مهلكَ  فلتردَّ على استفسارِه غير أنَّه مترددٌّ قليلا..

أعاشقته كوكبٌ منتزع كذلك أم هو المنتزع ؟ يعشقُها، يهتفُ بقوةٍ، لكنكَ لنْ تظفرَ بفؤادها، وخطيبها حاضر، ولأنَّه عالقٌ هنا يشيله الفشل إلى مملكة الفايكينغ، وقد تفاجأ بالحسّ المبحوح يطلبه من جديد أيها الرومانسي في دار هارولد لم يأتِ حينكَ بعد، فليهيئ آلة النفخ التي يحملها، وصار يعي أنه أرفع بين يديّه النّاي لم يتلمسّها بينهما من قبل، وكيف له أنْ يدري ذلك وهو في حالة صعبة، وحالة ذهول ملتبسة علت روحه، فأصابه في مكان مميت. شملتْ للحظة من هدأة وإذا بالحسّ المبحوح يناديه من جديد أيها الرومانسي في دار هارولد، فلتستعد لدخولك على الأميرة، ولترنّم لحنكَ الأبدي، كن الآن أو لا تكن.

وإذا به قِبَالة الإيوان الواسع، وسدّته مخططّ عليها بالأحمر لغة الفايكينغ.. الموت للعازفين الحزانى، فلتحيى موسيقا البوب  انتظر قليلا .. نايٌّ نوردي بين يديّه. سيخيبُ من الآن، وفي ذهنه عشرات الأسئلة يحتاج لردود جلية منكَ أيها الصوت، هو لا يعلم لغة الأتراك، وكيف تلا الجملة هنا، لا يعرف التّلحين أبداً، كيف له أنْ يلحّن الآن وهو ليس بملحنّ.

لن يولج الإيوان، إذا لن يخشّ، ولتسوّا به ما تريدون.. فليفنى إذا
ومع مجيء السيّاف صوبه وفي يده قاطع حادّ، يغرقُ في الماضي، فتؤلمه خطاباتِ الذاكرة المخفية، كُراسة الثأر وأريج بشاشة مهملة، محبسُ شبْكة مزيّف، وجرحُ القلب المميت، لا غلبة الاستبداد في زمنِ الإنصافِ الرّبّاني، تعاويذُ التقاليدِ ترنّم، وشعور الخريف المسعور يؤوب. سنواتُ الإكراه قد ذهبتْ، والحنق عجّلَ بالانقضاضِ مُسايفة، مُسايفة، مُسايفة. 

يزعق الكل هناك، قد تخلّص من التأمل في عاشقته، ولكنْ بعد أن مضى الوقت، أماتته هدأة الجوّ وأوجعه غول العتمة الصامتة، وما زال محتجزاً حتى الآن في مركز الدّرك


  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات