أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« أسباب نشأة المدن في المنظور القرآني » ... بقلم : الشيخ ليث العتابي



 « أسباب نشأة المدن في المنظور القرآني » 
  بقلم :  الشيخ ليث العتابي
  23/1/2017


« مجلة منبر الفكر »   - ليث عبد الحسين العتابي


لقد ذُكرت أسباب عدة لنشأة المدن ، و تكوَّنها ، و تطورها ، انطلقت و تنوعت هذه الإسباب بتنوع العلوم الباحثة في هذه النشأة . أما في إطار الأنثروبولوجيا الاجتماعية فقد ذُكرت عدة أسباب لنشأة و تطور المدن أوردتها كتب الأنثروبولوجيا بشكل عام من غير أن تتطرق للتفاصيل .


و بما أن بحثنا يتعلق بالأنثروبولوجيا القرآنية ، لذا سنحاول الوقوف عند مجمل الإشارات القرآنية التي وردت في الآيات المباركة حول جملة من أسباب نشأة المدن ، و هذا لا يعني أن ( نتعبد ) بذلك ، فالقرآن أورد ذكر الكثير من الأشياء من باب ( المثال ) ، فهدف أعطاء العبرة هو هدف مهم يضاف إلى الهدف التشريعي الاساسي للقرآن الكريم .
قال تعالى : ((  إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً )) النازعات ( 26 ) .

إن القرآن الكريم يورد لنا إشارات جميلة حول أسباب نشأة المدن ، و يذكر لنا تنوّع أسباب النشأة للتجمعات السكانية المكونة للمدن و أهدافها ، و من تلك الأسباب يمكن ذكر ما يأتي :

1ـ أسباب دينية :
تعتبر الأسباب و العوامل الدينية من أهم العوامل التي جمعت الناس في مكانٍ واحد من أجل هدفٍ واحد ألا و هو ( العبادة ) . فلقد كان للعامل الديني السبب الأساس و الرئيس في نشأة الكثير من المدن ، و هو في التاريخ القديم أكثر منه في التاريخ الحديث .

لقد كان للمدن ـ من حيث التأسيس ـ صبغة دينية عند البابلين و الآشوريين و السومرين ، و المصريين ، بل عند كل الشعوب القديمة من ( مايا ) و ( ازتك ) و في بلاد الهند و أسيا القديمة ، و أفريقيا ، و جميع الأصقاع الأخرى .

( ففي مصر كانت المدن تسمى بأسماء الآلهة ، مثال ذلك بوصير و هي بيت الإله ـ أوزيرس ـ و بويسطه بيت الإله يسط و ميرمانتو بيت الإله منتو و تون آمون ـ مدينة آمون ـ و في اليونان بدأت أثينا كمعبد للآلهة أثينا )  . و ( عند السومريين أسست المدن للعبادة كمدينة نيور ز اريدو ، فالمدينة عندهم نطاق مقدس )  .

فنشأة المدينة متعلق بنوع الإرتباط الحاصل بينها و بين الحدث الديني ( الخارق ) الذي تأسست من أجله المدينة بما له من انتخاب مكاني و فيزيوغرافي .

( فالمدن الدينية تنشأ في الأغلب حول نواة صغيرة هي في الأصل صنم أو حجر مقدس أو ضريح أو قبر ، و هذه النواة تكون أول مظهر لنشأة المدينة ، فعندها تولد التجارة و الصناعة ، و عندها ينشأ أول سوق للمدينة ثم تنمو أوجه النشاط الاخرى مع الزمن ، و تجتذب المدينة السكان تدريجياً ، و ينحصر كل النشاط المدني داخل هذا الاطار الديني الرئيسي ، و بهذا الشكل استطاعت المدن الدينية أن تكون مراكز للتجارة و الصناعة و الثقافة بمرور الزمن )  .

    أما لو جئنا إلى القرآن الكريم فإن هذا المعنى في نشأة المدن موجود ، و سنستدل بآية مباركة لها مدخلية كبيرة في أهم ركن من أركان الدين الإسلامي ، ألا و هو ؛ ( الحج ) و الآية تتحدث عن إتخاذ النبي إبراهيم ( عليه السلام ) مسكناً له في مكان مقفر ، عند ( البيت الحرام ) ثم عقب ( عليه السلام ) بالدعاء عسى أن يكون هذا المكان عامراً بالناس ، و أن يكون مهوىً للأفئدة .

قال تعالى :(( رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )) سورة إبراهيم (37) .

فعلى الرغم من عدم توفر مؤهلات العيش الرغيد في هذا المكان الصحراوي المقفر إلا أن السبب الديني كان له الدور الكبير في نشوء مثل هذه الحاضرة الكبيرة حول ( بيت الله تعالى ) .

كذلك الحال بالنسبة للمدينة المنور ( يثرب ) فلقد ( تحوَّل اسم يثرب في الاسلام إلى المدينة و هو اسم علم و اسم نوع معاً . و قد كان المسجد أول بناء يقام في المدينة الإسلامية الجديدة ، حيث أصبح مقراً للزعامة العربية الإسلامية و باعث النهضة فيها ، و قد أضفت البساطة التي لزمت العرب في الصحراء و البادية طابعها على المسجد في أول نشأته ، كما أنه يعتبر بحق أول دعامة من دعامات الفن الإسلامي و أول أثر من آثار النهضة الإسلامية )  .

لقد كانت جميع الأديان بشكل عام ، و الدين الإسلامي بشكل خاص مشجعة على الحياة الحضرية ، و حياة الاستيطان ، و حياة الاستقرار ، ناقدة لحياة ( الأعراب ) و لحياة ( البداوة ) التي أساسها عدم الاستقرار المكاني و الذي يؤسس في النفوس خصلة ( عدم الاستقرار ) في كل شيء . فالإنسان ينمو و يتطور بـ( التجذر ) حاله بذلك حال الاشجار ، فإنها حين تقطع ستموت . لانه من الصعب أن نعمق شعور الوطنية ، و قدسية المكان عند من ديدنه الترحال الدائم .

( فالاسلام دين المدنية و قد بنيت كثير من أسسه لتسير مع حاجات المجتمع الحضري المتنوعة ، و النبي محمد " ص " اعطى الحياة المدنية أهمية دينية عندما أعلن للمسلمين ان يتوجهوا إلى المدينة المنورة و مكة المكرمة لاعتناق الإسلام ، و هو بهذا يقصد ضمناً تشجيع الهجرة إلى المدن و احترام حياة الاستقرار )  .
كما و نجد ذلك ظاهراً ، جلياً ، واضحاً في الأحاديث المباركة التي شجعت على إتخاذ الدار الواسعة ، و المستقر المكاني اللائق .

2ـ أسباب اقتصادية :
يذكر بأن ظاهرة نشأة المدينة هي نتيجة الأنتقال من اقتصاد القرية إلى اقتصاد المدينة ، و من اقتصاد البداوة إلى اقتصاد الحضر . نتيجة التوسع في الإنتاج ، و في عدد السكان ،  تبعاً لنوع الرخاء الذي يعيشه السكان .
إن كل الشعوب قد مرت باقتصاد القرية قبل وصولها إلى اقتصاد المدينة ، فكلما تحولت قرية إلى مدينة فإن العامل الاقتصادي يعتبر من أهم العوامل في تكونها و نشأتها .

إن التوسع الكبير للإنسان نحو الحِرّف و المِهّن التي هو بحاجة لها مثل ( الزراعة ، و الرعي ، و التجارة ) قد أوجد ضرورة ملحَّة لقيام ( المدينة ) فتكونت بذلك سلسلة شبكات المدن المتقاربة ، و المتجاورة .
لقد كانت أسباب الحاجة هي المؤسس لظهور المدن ، فإن إنتفاء الحاجة لشيء سببٌ في و اندثاره ، فالتاريخ و علم الآثار يحدثاننا عن أسباب نشوء مدن ، و عن أسباب إندثار مدن أخرى .

فمثلاً يشير اليعقوبي  إلى نص مهم في تاريخه عن أمور مهمة حصلت في أيام حكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) تخص  المدن ألا و هي : (( إن الإمام علي قد أمر بحفر الأنهر و شق الترع و تطهيرها ، فكتب إلى عامله قرظة بن كعب الانصاري : أما بعد فإن رجالاً من أهل الذمة من عمالك ذكروا نهراً في أرضهم قد عفا و اندفن ، و فيه عمارة على المسلمين ، فانظر أنت و هم ثم أعمروا ما يصلح النهر ، فلعمري لئن يعمروا ، أحب الينا من أن يخرجوا ، و إن يعجزوا أو يقصروا في واجب من صلاح البلاد ، و السلام ))  .

لقد سكن البشر إلى جوار البحر ـ على سبيل المثال ـ من أجل الصيد ، و القرآن الكريم يشير إلى ذلك :

قال تعالى :(( وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ )) الأعراف ( 163 ) .
إن استعمال تعبير ( القرية الحاضرة ) يبرز بجلاء كونها مدينة و أنها حاضرة البحر أي بمعنى ( المدينة المرفأ ) التي تردها السفن لكونها ميناءاً .

و قال تعالى (( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ )) سورة النحل ، (112) .

فالقرية التي يأتيها الرزق من كل مكان يُفهم منه بإنها ميناء ، أو مركز تجاري ، أو نقطة إلتقاء و تجمع كونها مفترق طرق مهم للتجارة و الحل و الترحال .
لقد كان لرحلات التبادل التجاري الدور الكبير في الأنتعاش الأقتصادي و ظهور مناطق ، و قرى ، و بلدان عديدة بسبب ذلك و التي لم تكن موجودة أصلاً .

قال تعالى : (( لإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ * )) سورة قريش ( 4 آيات ) .

3ـ اسباب سياسية : 
    لقد اقترن تأسيس مدن كثيرة عبر مراحل التاريخ بقيام الدول و نشأتها ، فكل دولة تقوم لا بد أن تتخذ لها مركزاً للحكم ، أو مقراً للسلطان أو الأمبراطور ، أو داراً للخلافة ، أو عاصمة للدولة .
لقد اندمج العامل السياسي في نشأة المدن بالعامل الإداري ، فلقد تشكلت المدينة سياسياً بشكل الوحدة المكانية الإدارية التي قامت من أجلها و تناسبت معها و تطورت بتطورها . و ان ذلك لعدة إعتبارات منها على سبيل المثال لا الحصر :


  1.  ـ العلو و الرفعة :

فمن طبيعة الإنسان ( التفاخر ، و التباهي ) إذ قد دخل هذان العاملان ـ على سبيل المثال ـ في كل تفاصيل حياته ، فهو يريد أن يتفاخر و يتباهى بكل شيء صغيراً كان أم كبيراً ، تافهاً كان ذلك الشيء أم قيماً ، حتى تحوَّل التفاخر عند البعض إلى أشبه بالمرض العضال . فكان من مصاديق هذا التباهي بناءه للقلاع و القصور و الحصون بما يبهر العقول ، و يسحر العيون .

إن التاريخ حافل بالصروح الباقية إلى وقتنا الحاضر لتعطينا دليلاً على ذلك ، و لتكون لنا عبرة .
قال تعالى : (( إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى )) سورة النازعات ، (26) .
فهذه الأهرامات تعد دليلاً شاخصاً على طموح الإنسان نحو التفاخر و التباهي ، و نحو العلو و الرفعة .
و كذلك ( سبأ ) تلك الحضارة العريقة التي بنيت من أجل العلو و الرفعة ، و التي ذكرها القرآن الكريم في آياته لإعطاء العبرة في ذلك .
قال تعالى :(( لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ )) سورة سبأ ( 15 ) .
حتى وصل العلو و الرفعة إلى حد التجبر و التكبر الخارج عن نطاق المألوف ، فنجد ـ مثلاً ـ أن فرعون يأمر وزيره هامان أن يبني له برجاً عالياً ليرى رب موسى ( عليه السلام ) كما ادعى .
قال تعالى : (( وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبابَ * أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ )) غافر ، ( 36 ) ، (37) .

   2 . الحروب :

    و من ذلك الفتوحات ، و الغزوات . فقد تشكلت تجمعات في مناطق معينة ، كانت في البداية حول قرى صغيرة ، أو حول مصادر المياه ، أو قرب واحاتٍ معينة ، حتى و بمرور الوقت تشكلت و تكوّنت منها مدن عامرة و مشهورة ، ظلت أسماؤها مخلَّدة في التاريخ ( فأصبحت هذه المدن مركزاً للفتوح و الادارة ، فقد كانت كل الجماعات القبائلية التي صحبت الجيوش العربية الإسلامية ، تحت ، مساحات معينة مركزها منطقة ملمومة واضحة الشخصية ، سهلية مكشوفة قابلة للسكن و الزراعة ، و لو أنها كانت هامشية أو على رابية ، و مثل هذا التشكيل الحضري من وحدات السكنى كان عاملاً مساعداً للبدايات السياسية )  .
و من أمثلة ذلك ـ على سبيل المثال ـ مدينة يثرب ( المدينة المنورة ) ، و ( الكوفة ) ، و مدينة ( الفسطاط ) .

    3 ـ الهجرات القسرية و الهروب من الظلمة :

يشير القرآن الكريم في جملة من آياته المباركة إلى طبيعة و كيفية تشكل الجماعات و التجمعات ، و ذلك إثر أسباب متنوعة و متعددة كالهجرات القسرية ـ مثلاً ـ و التي كانت بسبب الظلمة ، و للنجاة منهم ، أو ما كان سببها عداوة عرقية ، أو قبلية ، أو دينية ، أو أسباب أخرى  .

إن في التاريخ أمثلةً كثيرةً على الهجرات القسرية ، و لقد أورد القرآن الكريم إشاراتٍ عنها ، و مثال على ذلك هجرة المسلمين إلى الحبشة ، فلولا هذه الهجرة لم تشتهر الحبشة ـ جغرافيا و لا تاريخياً ـ إطلاقاً .
و كذلك الهجرة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) و التي كانت الإنطلاقة الكبرى نحو بناء الدولة الإسلامية على يد النبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) .

قال تعالى : (( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ )) سورة الأنفال (5) .

كما و إن القرآن الكريم قد أكد على أن المهاجرة قد تكون للنجاة بالحياة ، و الدين ، بل و حتى في طلب الرزق .

قال تعالى:(( وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ 
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً )) سورة النساء (100) .

و كذلك فإن للهجرة أهمية كبيرة في طلب العلم ، و في التبليغ ، و الإرشاد .

و قال تعالى:(( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )) سورة التوبة (122) .



لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات